2011-03-29 • فتوى رقم 48349
السلام عليكم
حينما كان عمري 6 سنوات تعرضت لهتك العرض، الأمر الذي دفعني لحب الرجال الكبار بالسن، ولكن كنت أقاوم الأمر بالاستغفار، وحينما بلغت السن 26 بقيت فكرة ممارسة اللواط في ذهني، وفي يوم ما مارست مقدمات اللواط مع رجل لمعرفة هل أنا شاذ أو لا ولكن اكتشفت أني أميل للنساء، الأمر الذي أراحني في بداية الأمر ولكن بعد التفكير اكتشفت أن الله رقيب عليم لذلك أريد التوبة من هذا الفعل، كيف؟
ما حكم الأفعال التي قمت بها وهي الآتي ( أعتذر عن بعض الألفاظ)
1- تقبيل الرجل
2- جعل الرجل الآخر يمص قضيبي
3- إدخال أصبعي في دبر الرجل؟
مازال القلب والعين تبكي وأريد التوبة، كيف أعرف أن الله قد تاب علي؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فاللواط (ومقدماته) محرم بإجماع المسلمين، وهو من عظيم المعاصي التي نهي الله تعالى عنها وزجر بوعيد شديد، لأضراره الصحية والخلقية والاجتماعية، ومنافاته للفطرة البشرية، وقد عاقب الله تعالى قوم لوط لانتشار اللواط بينهم باستئصالهم جميعا، قال تعالى: ﴿فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ﴾ [هود:82].
لذلك ما على من مارس هذا الفعل الشنيع إلا أن يبادر إلى التوبة النصوح من ذلك، والبكاء والندم على هذه المعصية، والعزم على عدم العود إلى مثلها، والله تعالى يغفر الذنوب جميعاً فيما لو صدق العبد في توبته.
وعليه الإكثار من الدعاء وأن يكثر من الالتجاء إلى الله تعالى، ويعلن له عجزه وضعفه، ويطلب العون والثبات منه، فذلك أنفع علاج لما يعاني منه، مع عمل الصالحات من الأعمال؛ كالصلاة والصوم والصدقة... لقوله تعالى: ﴿وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ﴾ [هود:114].
ثم إن كان راضياً عن توبته فذلك إشعار بقبولها إن شاء الله عند الله تعالى.
وعليه بالبعد عن أسباب المعصية ذاتها، ثم البعد عن رفقة السوء، ومرافقة الصالحين ثم الانشغال بطاعة الله سبحانه تعالى ومراقبته وكثرة الذكر له، والتذكر الدائم للموت، مع الإكثار من الصوم، والسعي للزواج ما أمكن، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.