2011-04-03 • فتوى رقم 48527
السلام عليكم
أنا مها من تونس، من فضلكم نحب نستشيركم
هذه الأيام انتشر الحديث عن النقاب وأنه فرض ولا لأعلم رأيكم في الموضوع، المهم: أنا اقتنعت ونحب أن نلبسه لكن أنا أدرس وهذه آخر سنة لي في التعليم الثانوي وآخر السنة نجري اختبارا وطنيا، أنا خائفة من أبي أعرف أنه يمكن أن لا يوافقني خاصة وأن النقاب ظاهرة غير معهودة لا في عائلتي المصغرة ولا المكبرة ولا المنطقة التي أسكن فيها، أنا حائرة ولا أعرف ما الصواب: هل أنتقب من اليوم أم أواصل دراستي خارج البيت أم أنهي الشهرين المتبقيين ولا ألتحق بالجامعة لكثرة الاختلاط... وفي كلتا الحالتين سيكون ذلك تحديا مني لعائلتي...
أرجوكم أجيبوني في أسرع وقت لأنه بقي يومين على انتهاء العطلة ولا أعرف إن كان الأفضل أن أبقى منتقبة في البيت ولا أخرج للدراسة بلا نقاب مع العلم أن القانون عندنا متشدد مع المتدينات وأنه منذ يوم فقط سمح بالحجاب في بطاقة التعريف الوطنية
ولكم جزيل الشكر.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالنقاب (وهو ما تستر المرأة به وجهها) وهو للمرأة الشابة عند الخروج إلى الشارع وأمام الرجال الآجانب عنها واجب، ودليله عموم قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) [الأحزاب:59]، أما العجوز والمرأة الشوهاء فلا يجب عليها النقاب، ولكن يستحب لها، لقوله تعالى: (وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللاتِي لا يَرْجُونَ نِكَاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) [النور:60].
ويستوي في ذلك كل من كان أجنبياً عن المرأة، إلا أن المرأة إذا كانت في مجلس لا يوجد فيه إلا محارمها أو زوجها وبعض من الرجال الأجانب الأتقياء المأمونين، فلا بأس بأن تنزل النقاب عنها فيه لعدم الفتنة بشرط أن لا يكون على وجهها شيء من الزينة.
فإن كان فرضا عليك بحسب ما ذكرفعليك أن تكوني حكيمة في لبسه مع المحافظة على دراستك جهد الاستطاعة، والابتعاد عن الرجال قدر الإمكان.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.