2011-04-06 • فتوى رقم 48583
يشهد لي جميع الناس حولي بالأدب والأخلاق، وعمري 15عاما، وفي بعض الأحيان يوسوس لي الشيطان فأشاهد الأفلام الجنسية ولكن للشواذ وأمارس العادة السرية وأميل بعض الشيء لممارسة الشذوذ الجنسي، وكثيرا ما أستعين على هذا الشيطان بالله فأقرأ القرآن تارة وحالياً أحفظه وأدعو الله كثيراً أن يغفر لي ويتوب علي، وأحاول أن أغض بصري تارة أخرى وعاهدت الله ونفسي أكثر من مئة مرة ألا أعود ولكن أعود، فاعتبروني ابنكم وانصحوني ماذا أفعل مع علمي أنه من العار أن يكون لكم ابن مثلي، وما حكم العادات الثلاث (المشاهدة- وممارسة العادة- وممارسة الشذوذ)؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فكلها عادات سيئة قبيحة محرمة، فعليك أن تعود لله تعالى وعلى مرتكب المعاصي مجاهدة النفس، والتذكر الدائم لله تعالى، وأنه مطلع على جميع حركاته وسكناته لا تخفى عليه خافية، وعليه أن يكثر من الالتجاء إلى الله تعالى، ويعلن له عجزه وضعفه، ويطلب العون والثبات منه، فذلك أنفع علاج لما يعاني منه، وعليه بالبعد عن الأسباب المسببة للمعصية ذاتها مع غض البصر عما حرم الله، وترك رفقاء السوء، ثم الانشغال بطاعة الله سبحانه تعالى ومراقبته وكثرة الذكر له، والتذكر الدائم للموت، ثم الانشغال بعمل علمي أو مهني يشغل كل الوقت، مع السعي للزواج ما أمكن، والاستعانة بالصوم فإنه وجاء ووقاية كما أخبر النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، وأسأل الله تعالى أن يثبت المسلمين على طاعته، ويحفظهم من معصيته، إنه سميع مجيب.
فلابد أولا من منع النفس من المعاصي لكن إن وقع المسلم _لا قدر الله_ في المعصية فلتبعها بتوبة صادقة نصوح، بالاستغفار والندم على المعصية والعزم الأكيد على عدم العود إليها، فبذلك يغفر الله له إن شاء الله تعالى، فإن عاد إلى المعصية فليعد إلى التوبة النصوح من جديد، روى أحمد في المسند عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا أَذْنَبَ كَانَتْ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ فِي قَلْبِهِ، فَإِنْ تَابَ وَنَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ صُقِلَ قَلْبُهُ، وَإِنْ زَادَ زَادَتْ حَتَّى يَعْلُوَ قَلْبَهُ ذَاكَ الرَّيْنُ الَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي الْقُرْآنِ (كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)، فلا بد من التيقن بعد التوبة النصوح بأن الله تعالى غفر ومحى الذنب، فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.