2011-04-18 • فتوى رقم 48861
منذ أن بلغت ابنتي ألزمتها بالحجاب وكانت تعترض وترفض ارتداءه ولكنني كنت أقول لها أنه فرض من الله وليس مني وأن علي وعليها أن ننفذ أمر الله وأن الله سيحاسبها على تصرفاتها ورغم ذلك فأنا مسؤول عنها وأذكر لها حديث: (كلكم راع) غير أنها تصر على فهم قاصر للأحاديث والآيات في هذا الصدد رغم الاستعانة بأهل العلم دوما للتوضيح لها غير أنها على كبرها وعنادها ولكنني بفضل الله وتأييده كنت أثبت في الحق وأصر على تحمل مسؤولية الأب. وقد استخدمت كل وسائل الترغيب من نصح وملاطفة وإغداق تارة وكل وسائل الترهيب من نهر وضرب ومنع تارة سرا وجهرا إلا أن قسوة قلبها كانت كما هي لا تتبدل، ويشهد الله أن هذا عرضني لعقوق بيّن وتطاول غير مقبول وكان هذا يؤذيني كثيرا ويدمي قلبي ولكنني والحمد لله كنت أصبر وأحتسب.
ولقد حرصت أن تؤدي فريضة الحج رغم ما تكبدت من مشاق جمة علّ الله أن يشرح صدرها ويهديها وكانت قد أدت العمرة ثلاث مرات قبل الحج كلهن بعد التكليف ورغم ذلك لم تتبدل قسوة قلبها.
وفي الأسبوع الماضي فوجئت بعودتها من الكلية وقد خلعت الحجاب وإنا لله وإنا إليه راجعون. وقالت إنها لا تلبسه عن اقتناع من أول يوم ولن تعود إليه. فأنكرت عليها هذا واشترطت لخروجها من البيت الامتثال لأمر الله بلبس الحجاب طوعا أو كرها مع تكثيف محاولات إقناعها بضرورة طاعة الله بارتداء الحجاب من الأهل ومن زميلاتها ومن أهل العلم غير أنها مصرة على كبرها ولم تتخل عنه. وتقول باستهانة أنا لو لم ألبس الحجاب سأدخل أنا النار وأنتم لا شيء عليكم وأن كل ما عليكم النصيحة فقط، وتصر على فهمها المغلوط للآيات والأحاديث رغم إعادة التوضيح لها منا ومن أهل العلم بمسؤولية الأب عن أولاده فتعاند وتقول: المسؤولية لا تتجاوز النصيحة وليس للأب أن يحمل ابنته على الالتزام بلبس الحجاب. وأنا لا أزال بفضل الله وتأييده ثابتا على موقفي أشترط عليها لبس الحجاب وألا تخلعه حتى تعود حتى آذن لها في الخروج من المنزل مجددا.
نرجو الإفادة.
وجزاكم الله خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فبارك الله في جهودك وحرصك على الحق، وأرجو أن تدعو الله لها في ظهر الغيب بالهداية والرشاد، وعليك ألا تتوقف عن نصحها، واغتنم لذلك أوقات الراحة والهدوء، وقد قال تعالى: (إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) (القصص:56).، ولك منعها من الخروج إلا بالحجاب، لكن الإقناع أفضل بلا شك، ثم إن الصحبة الصالحة تفيدها في التزام أوامر الله تعالى، وأسأل الله تعالى لها الهداية العاجلة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.