2011-04-19 • فتوى رقم 48902
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين ولا عدوان إلا على الظالمين، أما بعد:
بداية أود أن أشكر شخصكم الكريم على ما تقدمونه في موقعكم الموقر ما هو فيه بالغ الأثر النافع بإذن الله وعظيم النفع على المسلمين جميعا، والله نسأل أن يجعله في ميزان حسناتكم وأن يكون لكم لا عليكم يوم الحساب هو ولي ذلك والقادر عليه، وأبدأ مسألتي بسرد قصتي مع الأيام أو مع من جعله الله سببا لوجودي حتى هذه اللحظة، وأعيش هذه الأيام مع والدي، ببساطة ماذا تفعل يا أستاذي الفاضل لو كان والدك هو أكثر شخص في هذه الدنيا تتمنى وتدعو من الله كل يوم ألا يبقيه على ظهر الأرض لحظة واحدة يتنعم فيها بنعم الله ويتدثر فيها بمتع الحياة، ببساطة تتمنى لو أن النفَس الذي يخرجه الآن من روحه الخبيثة أن تكون آخر أنفاسه في هذه الدنيا وأن يجعل الله باطن الأرض هي مأواه ومستقره، ببساطة أكنّ كل تلك المشاعر لهذا الرجل لأنه ليس بإنسان لأنه ممن خلقه الله من بهيمة الأنعام بل والله أضل، هذا الرجل من الذي مرضت قلوبهم فمرضت عقولهم ومرضت أجسادهم، والدافع من وراء كلامي هذا وبغض النظر عن قسوة هذا الرجل وسطوته على بناته أن هذا الرجل كان يتحرش بي جنسيا منذ أن كنت صغيرة لا أفقه شيئا عن تلك الأمور، إي والله كان يفعل بي تلك الأشياء التي يمارسها الأزواج ما عدا شيء واحد خوفا على عفتي أمام زوج المستقبل، وهو لا يعرف أن عفتي انتهكت من أول يوم تنازل فيها هو عن أبوته معي، وقد مضت الأيام على تلك وتيرة من القذارة والدونية والانحطاط الأخلاقي والتعفن النفسي لهذا الرجل، ويوما بعد يوم يتنامى بداخلي فكرة وحق تقرير مصيري مع هذا الرجل ألا وهي قتل هذا الرجل ولكن أيضا كان بداخلي نزعة إيمانية صادقة بدعائي لله بأن يخلصني من هذا العذاب وأن يأتي من ينتشلني من براثن هذا الشيطان، وقد كان ما تمنيت وقد جاء وعد ربي حقا بزوج صالح وقور كان نتاج دعوة صادقة في جوف ليلة مظلمة لتضيء حياتي من جديد والحمد لله على ما وهبنيه الله إياه، وأكتب لكم سيدي اليوم لأنني ببساطة قاطعت هذا الرجل(المسمى بوالدي) منذ أن تزوجت لأنني كنت أتخيل بأن معاملته سوف تتغير معي وأنا في بيت زوجي وأقصد من ود ومن محافظة لمظهر الأب أمام زوج ابنته فأصبح لا يتصل بي نهائيا مطالبا إياي الاتصال به دائما بل ولا يسأل عن حالي أبدا حتى من باب التجمل أمام زوج ابنته بل وتعدى الأمر أكثر من ذلك إلى مقاطعته لي ولزوجي طالبا مني أن أتصل به ثانية لمجرد أنه سمع زوجي يقول لي ذات يوم يجب على أبيك أن يتقي ربه فيما يفعله من تركه السؤال عن ابنته وأن يراعي الله في ابنته القاطنة معه الآن في نفس البيت الغير متزوجة، وعدت لا أهتم بتاتا بأي خبر يأتيني عنه لعلمي اليقين بأن ما أفعله هو ما يستحقه هذا الرجل من عقوق وقطيعة مع العلم أنه هو نفسه هذا الرجل ما زال يمارس تلك الأفعال القذرة مع أختي (ابنته) لدرجة أنها تفكر جديا في الهرب من هذا البيت الملعون وأنا أحثها على ذلك خوفا مني على شرفها وحفاظا مني على عفتها أمام نفسها وأمام زوج المستقبل بإذن الله تعالى، وسؤالي لك يا سيدي: هل أذنبت في حق الله مع هذا الرجل من بر وصلة رحم؟ وهل يعاقبني الله على عقوقي لهذا الرجل؟
ورجاء أريد منك حكم الدين والشرع في هذه المسألة ورجاء أريدك أن تدلني هل علي مقاطعة هذا الرجل نهائيا وإسقاطه من حياتي أم ماذا؟ وأرجو منك سيدي أن لا تخبرني معاملته بالحسنى والصبر على ذلك.
وجزاكم الله خير الجزاء .
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فما عليك إلا أن تستمري في الدعاء له بالهداية في جوف الليل، فالله تعالى هو مقلب القلوب، وهو القادر على هدايته، وليس لك أو لأختك مطاوعة الأب في شيء من المحرمات، ويكفي أن تكون العلاقة معه رسمية في حدودها الدنيا دون قطيعة تامة، فيكفيك أن تتصلي به كل فترة على الهاتف، وأسأل الله له الهداية العاجلة، ولكم أجر التسبب فيها.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.