2011-04-21 • فتوى رقم 48933
الموضوع: رد الأب ولاية ابنته التي ترفض ستر العورة ولبس الحجاب
السلام عليكم ورحمة الله
لقد توجهت سابقا بالسؤال رقم 48861 وكان يتعلق باشتراط الأب على ابنته ستر العورة ولبس الحجاب قبل خروجها من المنزل وقد تفضلتم بالإجابة عليه (أرجو مراجعة تفاصيله).
غير أن ابنتي تسللت وخرجت بدون حجاب وإنا لله وإنا إليه راجعون.
وأنا أدعو لها دوما بالهداية وأن يردها الله لدينه ردا جميلا إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وهي تعيش الآن في بيت جدتها لأمها، ولخروجها على شرع الله وإصرارها على رفض أمر الله ولاستهزائها بعقاب الله في الدارين فلا أطيق أن أستمر وليا لها خاصة وهي تصر على رفض ارتداء الحجاب لو عادت للعيش في بيتي.
ولا أطيق رؤيتها ولا أظنني أسمح لها برؤيتي – إن هي أرادت ذلك – وإن كنت أشك في أن تطلب رؤيتي. فهل هذا قطع للرحم رغم ما يعتصرني من ألم يدمي قلبي ولا يعلم بحالي إلا الله؟
لهذا كله فأنا لا أريدها أن تدخل بيتي ما لم تعد للبس الحجاب ولا أمنعها من رؤية أمها وأخيها وأختها فأرض الله واسعة.
كذلك أريد ألا أكون مسئولا عن شيء من ولايتها من مأكل وملبس وتعليم وزواج فلا تخطَب مني ولا أكون وليها في العقد ولا أكون مسئولا عن تجهيز بيتها، أما الميراث فلو كنت أملك حرمانها من ميراثي لفعلت غير أن الشرع يورث الابن العاق العاصي ولا أملك إلا النزول على أمر الشرع في الميراث.
ووالدي رجل كبير وهو لا يطيق تحمل مشاكلها إن تولى ولايتها، وأخوها يرفض ولايتها لأنها لا تعيش في نفس البيت معه علاوة على عدم استجابتها له وليس لها عم، فهل يمكن أن يكون خالها هو وليها علما أنه يعيش خارج البلاد و يأتي في زيارة كل عام أو عامين ولا أدري كيف يستطيع أن يتابع شؤونها عن بعد ولا أظن أنه يجوز أن تكون أمها هي وليتها.
ورغم كل هذا فلو عادت اليوم أو بعد سنة أو عشر سنوات لستر عورتها ولبس الحجاب فلها كل ما لأخيها وأختها والله غفور رحيم.
نرجو الإفادة وجزاكم الله خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فأنت وليها والمسؤول عنها، ولا يجوز لك التخلي عنها، ولكن عليك أن تضمها إليك وتنفق عليها وتدعوها لأحكام الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة، وتدعوا لها في آخر الليل بذلك حتى تستجيب إن شاء الله تعالى، ولا يحل لك طردها وقطع الرحم معها.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.