2011-04-23 • فتوى رقم 49014
أنا فتاة أبلغ من العمر 24 عاما تعرفت على شاب عبر النت، في البداية كانت علاقتنا محترمة، أعجب بديني وأخلاقي، وكنت سببا في تغيير حياته نحو الأفضل فأصبح يصلي والتزم. صارحني بكل أخطائه القديمة وأنه زنا مع رفاق السوء، سامحته لأنني أحببته وقررت أن أساعده على الالتزام. ولكن منذ 6 أشهر اختلينا ببعضنا ووقعنا في المحرمات والفواحش وتكرر ذلك عدة مرات. طلبت منه أن نبتعد برغم من أنني أحبه حبا كبيرا ووافق وقال لي أنه لن يتخلى عني وأنه يحبني وعرض علي الزواج وقال بأنه لن يكلمني إلا شرعيا في منزلي أو بعد زواجنا. لكني لا أدري ما أفعل، أخاف إن تزوجت منه أن يفشل زواجي وأن لا يقبل الله توبتي، تبت إلى الله ولا أريد أي حائل بيني وبين التوبة والثبات، ماذا أفعل؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
لقد أخطأتما كثيراً في ارتكابكما المحرم الكبير الذي نهى الله عنه.
وعليكما الآن بعد التوبة النصوح الندم مع الإكثار من الاستغفار، وفعل الصالحات، وعدم العود لمثل ذلك في المستقبل.
وباب التوبة النصوح مفتوح لكل عاص، وشرطها الندم والتصميم على عدم العود لمثلها، ثم الإكثار من الاستغفار والعمل الصالح، والتوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: ﴿إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً﴾ [الفرقان:70].
ثم إن تأكدت من صدق توبته وتوبتك، ومضى على ذلك زمن يطمأن فيه إلى صدق التوبة منكما، مع وجوب الابتعاد عن المحرمات وعن كل علاقة بينكما، فلا مانع من قبول الزواج منه.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.