2011-04-29 • فتوى رقم 49147
السلام عليك ورحمة الله وبركاته جزاك الله خيرا على ردك على أسئلتنا سؤالي هو:
أني كلما أتوب من الذنب أرجع له وأرجع وأتوب وأرجع ثانيا، لا أعرف ماذا أفعل لأتوب توبة بلا رجعة من جميع الذنوب التي أفعلها.
وجزاك الله خيرا
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعليك أن تتوبي توبة نصوحا بالندم الشديد، والاستغفار الكثير، والعزم على عدم العود للمعاصي في المستقبل، وعليك بمجاهدة النفس، والتذكر الدائم لله تعالى، وأنه مطلع على جميع حركاتك وسكناتك، لا تخفى عليه خافية، وعليك أن تكثري من الالتجاء إلى الله تعالى، وتعلني له عجزك وضعفك، وتطلبي العون والثبات منه، فذلك أنفع علاج لما تعانين منه، وعليك بالبعد عن الأسباب المسببة للمعصية ذاتها، والإكثار من فعل الصالحات، والتوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: ﴿إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً﴾ [الفرقان:70]، ثم إذا كان العبد راضياً عن توبته فذلك إشعار بقبولها عند الله تعالى إن شاء الله تعالى، أسأل الله تعالى لك الغفران.
ثم إن وقعت _لا قدر الله_ في المعصية فأتبعيها بتوبة صادقة نصوح، بالاستغفار والندم على المعصية والعزم الأكيد على عدم العود إليها، فبذلك يغفر الله لك إن شاء الله تعالى، ثم إن وقعت _لا قدر الله_ في معصية فأتبعيها بتوبة صادقة نصوح، بالاستغفار والندم على المعصية والعزم الأكيد على عدم العود إليها، وكثرة البكاء ... فبذلك يغفر الله لك إن شاء الله تعالى، فإن عدت إلى المعصية فعودي إلى التوبة النصوح من جديد، روى أحمد في المسند عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا أَذْنَبَ كَانَتْ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ فِي قَلْبِهِ، فَإِنْ تَابَ وَنَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ صُقِلَ قَلْبُهُ، وَإِنْ زَادَ زَادَتْ حَتَّى يَعْلُوَ قَلْبَهُ ذَاكَ الرَّيْنُ الَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي الْقُرْآنِ (كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)».، ولا بد من التيقن بعد التوبة النصح بأن الله تعالى غفر ومحى الذنب، فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.