2011-05-01 • فتوى رقم 49215
السلام عليكم
أنا متزوجة ولكنني علمت بأن زوجي كان على علاقة بفتاة حتى أنه كان يزني معها مدة طويلة، أرجو منك الرد: ما هي الفتوى لأنني منذ تزوجت والمصائب تزداد أكثر فأكثر علينا وأصبحت أفكر بأن سبب مصائبنا هو ما ارتكبه زوجي من أخطاء.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فما فعله زوجك سابقاً من أكبر المعاصي، وعليه التوبة منه فوراً إلى الله تعالى، وعدم العود إلى مثله أبداً، فالله تعالى نهانا عن ذلك فقال: ﴿وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً﴾ [الإسراء:32]، وقال أيضا: ﴿وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ﴾ [الأنعام:151].
ومن تاب تاب الله تعالى عليه، لكن ينبغي التوبة النصوح التي لا عودة فيها إلى عصيان الله تعالى أو إلى ما لا يرضيه.
والآن عليه ستر نفسه، وعدم إخبار أحد بما كان منه، والتوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: ﴿إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً﴾ [الفرقان:70].
ويتم تطبيق ذلك عملياً بالبعد عن أسباب المعصية ذاتها، ثم البعد عن رفقة السوء، وصحبة الصالحين وملازمتهم، ثم الانشغال بطاعة الله سبحانه تعالى ومراقبته وكثرة الذكر له، والتذكر الدائم للموت، وأسأل الله له الهداية والاستقامة عليها.
فعليك نصحه بأن يتوب توبة نصوحاً لله عز وجل، وأن يكثر من الاستغفار، وأن تذكريه بالله واليوم الآخر، وأن ما يفعله في الدنيا محاسب عليه، إن خيراً فخير، وإن شراً فشر، وأن تكثري من الدعاء له بالهداية، فإن استجاب فبها ونعمت، وإن عاد إلى ذلك (لا قدر الله) فلك طلب الطلاق إن لم يستجب لذلك، ولا يجب ذلك عليك.
وأسأل الله تعالى أن يوفق زوجك لتوبة نصوح قبل فوات الأوان.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.