2011-05-03 • فتوى رقم 49274
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شخص مقيم بالسعودية أنا أحببت فتاة وأتمناها زوجةً لي ولكن وقعنا بالفاحشة وهي الزنا، والله أنا ندمان وأحس بألم كبير في صدري رفعت يدي للاستغفار وأنا أبكي ومكسور القلب أدعو الله أن يغفر لنا. وفي اليوم نفسه الذي ارتكبنا به الزنا ذهبنا للعمرة أنا وهي وإحدى صديقتيها. لا أعرف هل تضاعف ذنبي بذهابي أنا وهي للعمرة وهل قضاء العمرة يمحي ذنب الزنا. لكني أحسست بشيء غريب هو أنه شعرت براحة في البال أثناء الدعاء وكأنه لم يحدث معي شيء وكأنه حلم ولم أرتكب شيئا. والله نفسيا تعبان صرت أكره الشغل بسبب الندم وتأنيب الضمير وخوفي من الله. هل يجوز لنا الزواج من بعض والتواصل على الهاتف ورؤيتي لها بعد المصيبة؟ وما هي علائم التوبة؟
أرجو مساعدتي والله أنا أتألم
والسلام عليكم
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
لقد أخطأتما كثيراً في ارتكابكما المحرم الكبير الذي نهى الله عنه.
وعليكما الآن بعد التوبة النصوح الندم مع الإكثار من الاستغفار، وفعل الصالحات، وعدم العود لمثل ذلك في المستقبل.
وباب التوبة النصوح مفتوح لكل عاص، وشرطها الندم والتصميم على عدم العود لمثلها، ثم الإكثار من الاستغفار والعمل الصالح، والتوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: ﴿إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً﴾ [الفرقان:70].
ومن صدق توبتك أن تبتعد عن كل امرأة أجنبية عنك ومنهم هذه المرأة، ثم إن تيقنت من توبة من زنيت بها وتوبتك فلا بأس بالزواج منها وسترها إن رأيتها مناسبة لك، على أن تكون علاقتكما مبنية على الطاعة والامتثال لله تبارك وتعالى بعد ذلك، وأسأل الله تعالى العليم الخبير أن ييسر لكما الخير في الدنيا والآخرة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.