2011-05-04 • فتوى رقم 49306
السلام عليكم
جئت إلى أوروبا وأنا أعاهد نفسي أن أحافظ على نفسي وأن لا أفعل شيئا أخجل منه في يوم من الأيام، ولأني امرأة تحتاج بشدة إلى العلاقة الزوجية شعرت بعذاب الحرمان هنا في أوروبا، لهذا قررت أن أبحث عن الزواج بسنة الله ورسوله وهكذا أحفظ نفسي من عذابي اليومي، قابلت مَن أراد التقدم لي من المسلمين هنا وتمت خطبتي أول مرة من رجل مسلم عربي ليس من بلدي، وطبعا وقعت في غرامه فور أن تحدث مع والدي في الهاتف وطلب منه الزواج مني ووثقت به، وبعد شهرين من الخطبة جاء بشيخ يريد أن يعقد القران لأني كنت أرفض أن أقيم معه علاقة بدون أن يتم زواجنا رغم أنه حاول أن يقنعني أن لماذا لا فهو يعدني أنه سوف نتزوج ولكن لم أوافق, في ذلك اليوم تفاجأت به يأتي برجل يقول لي إنه إمام وإنه سوف يعقد القران الآن
ولكني نظرت إليه فلم أجد في مظهره مظهر الرجل المتدين كما هو مفروض في الإمام, سألته بعض الأسئلة وطلبت منه رقم الرابطة الإسلامية التي يعمل بها وكانت المفاجأة أنه ليس إماما وأنه صديق لخطيبي، وقد عرفت ذلك بعد أن ثارت أعصابي عندما لم يقل الصيغة التي تكون في العقد عادة ورغم أنه حاول إقناعي أنه يوجد عدة مذاهب وعدة صيغ للزواج إلا انه بعد أن هددتهم أن أذهب للرابطة الإسلامية وأقوم بشكوى رسمية هناك يتم تحويلها للشرطة النرويجية وقتها علمت أن هؤلاء أصدقاء لخطيبي وأنه حاول إيهامي أنه يعقد القران، وبكلام الحب والغرام كان على وشك أن يقنعني لولا أنهم لم يتقنوا التمثيل.
انتهت هذه الخطبة وطلبت من الله أن يعوضني خيرا ومررت بحالة نفسية سيئة لفترة.
بعدها قابلت رجلا من بلدي وتعرفت عليه حاول أن يتقرب مني بالبداية لكني رفضت وأهنته إهانة شديدة جدا لكن بعد أن علمت منه بعد فترة أنه يحفظ نصف القرآن قلت في نفسي إنه حتى لو كان كشخص وكشكل خارجي لا يعجبني لكن بما أنه يخاف الله ويحفظ كتاب الله فهذا أكبر دليل أنه سوف يخاف الله فيّ ووافقت وطلبني من والدي بالهاتف لأن والدي يسكن في بلد عربي واتفقا على مهر, وبعد الاتفاق مع والدي استطاع أن يجعلني أقول له إني متنازلة عن المهر بعذب كلام الحب وتم الزواج, وبعد الزواج بيوم واحد طلقني وكانت كل القصة أنه يريد أن ينتقم مني بسبب الإهانة التي أهنته إياها في بداية محاولته التعرف علي, وأخذ كلّ حقوقي. الآن أنا أعيش علاقة محرمة مع رجل نرويجي لأني لم أعد قادرة على التحمل أكثر. يا شيخ أنا أريد التوبة لكن لا يوجد أمل للزواج وأنا بحاجة لعلاقة بشدة، كيف أتوب وأرجع إلى الله كيف أرجع قوية مثل ما كنت قبل، أنا لا أثق بالرجال العرب بعد الذي حدث معي وعندي احتياج قوي جدا وقد سقطت بعد أن فشلت في الحلال.
ادع لي أن أرجع إلى ما يرضي الله، ادع لي يا شيخ أنا وحيدة هنا في أوروبا ولا أستطيع أن أعيش عند أهلي بسبب أن أوراق الإقامة عندهم صعبة, ومضطرة أن أعيش هنا وحيدة بسبب ظروف ليس لي يد فيها ولم أجد في طريقي هنا إلا الوحوش وأنا أطلب الحلال ولكن عندما سقطت في الحرام أنا الآن مع رجل نرويجي يعاملني أفضل معاملة, ادع لي يا شيخ أرجوك أنا أريد التوبة، أريد التوبة، أريد التوبة، والله والله والله ولكن وقت الاحتياج الجنسي تتزين وتتسهل كل الأمور في عيني وأقول لأني أفعل الخطأ بالسر ولا أجاهر بالمعصية سوف يسامحني الله لأنه يعلم مدى احتياجي الجنسي ولكني كلما أسمع الشيوخ وأقرأ كلام الصالحين أعود وأعاهد نفسي بالتوبة وهكذا أنا أعيش فوق مرجوحة بين الخطأ والتوبة، ادع لي من قلبك يا شيخ ادع لي أن يسترني الله في الدنيا والآخرة.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
الزنا من كبائر الذنوب، وعقوبته إذا رفع للقاضي ذكراً كان أو أنثى وثبت الزنا منه بالإقرار أو بشهادة أربعة شهود عدول أن يجلد مئة جلدة إذا كان أعزب، والقتل رجماً بالحجارة إذا كان متزوجاً من سابق، وإذا لم يرفع للقاضي وستره الله تعالى فيكفيه التوبة النصوح، بالندم والعزم على عدم العود والإكثار من الاستغفار والعمل الصالح...
فما فعلتيه من أكبر المعاصي، وعليك التوبة منه فوراً إلى الله تعالى، وعدم العود إلى مثله أبداً، فالله تعالى نهانا عن ذلك فقال: {وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً }[الإسراء:32]، وقال أيضا: (وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَابَطَنَ) [الأنعام:151].
ومن تاب تاب الله تعالى عليه، لكن ينبغي التوبة النصوح التي لا عودة فيها إلى عصيان الله تعالى أو إلى ما لا يرضيه، والتوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: (إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) [الفرقان:70].
فسارعي إلى التوبة النصوح وابتعدي عن كل رجل أجنبي عنك وأطيلي الندم والاستغفار، واستري نفسك فلا تخبري بذلك أحدا أبدا، واطمئني بعد ذلك إلى غفران الله تعالى فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له، ثم إن لم تستطيعين الزواج من مسلم في البلد الذي أنت فيه، فتحولي فورا وبدون تردد إلى بلد إسلامي تستطيعين فيه البعد عن المعاصي، وتجدين فيه الصحبة الصالحة، أسأل الله لك الهداية، وألا يخزيك في يوم تحاسبين فيه على كل أعمالك.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.