2011-05-06 • فتوى رقم 49352
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة جامعية كان أبي رحمه الله مودعا لي ولأخواتي مبلغا ماليا في صورة شهادات ذات عائد، ومنذ أن توفي أبي وأنا أقوم بحساب الزكاة سنويا وإخراجها والحمد لله، ولكن بعض الناس يقولون أن أموال البنوك كلها حرام وربا وحتى الزكاة منها لا تقبل، أنا أريد أن أعرف حكم الدين في هذا الموضوع خاصة أنني أنا وأخواتي نساء ليست لنا خبرة في التجارة كما أنه لم يعد هناك من يمكن الاستعانة به في تجارة ولا يوجد في هذا الزمان من يمكن أن توكل إليه أعمالك حيث انعدمت الأمانة، كما أننا لو جمدناها في صورة أملاك فلن نجد مصدرا للدخل خاصة أنني مازلت في الجامعة كما أنه لن يكون هناك مصدر لإخراج الزكاة.
أرجو الرد في أقرب وقت، أفيدونا أفادكم الله.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
أما عن الزكاة فإن بلغ المال المودع لدى البنك النصاب، (وهو ما قيمته /85/ غراماً من الذهب الخالص عيار /24/) أو بلغه مع غيره من الأموال النقدية أو التجارية، ثم حال عليه حول قمري كامل، فتجب زكاته في نهاية الحول.
فتحصى يوم نهاية الحول الأموال المدخرة في البنك مع أرباحها، وتضم إلى باقي الأموال الزكوية إن وجدت، وتضم إليها الديون على الآخرين، ويحسم منها الديون للآخرين، وتخرج عنها الزكاة بنسبة 2.5%.
وما يستهلك من المال في أثناء الحول لا زكاة فيه.
والإيداع في البنوك الربوية للاستثمار وأخذ الفوائد محرم؛ لأنه ربا، والربا من أشد المحرمات شرعا، فهو من كبائر الذنوب، وقد أعلن الله الحرب على آكلها، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ...﴾ [البقرة:278_279]،
فعلى من اقترف هذا الذنب أولاً أن يبادر إلى سحب ماله من البنك الربوي وعدم استثماره بالربا، وأن يتخلص من هذه الفائدة الربوية بدفعها إلى الفقراء والمساكين لا طمعاً في الأجر والمثوبة؛ لأن الله تعالى لا يقبل إلا طيباً، ولكن كفارة عن الخطأ الذي وقع فيه، وتخلصاً من المال الحرام، والفقراء يأخذونها حلالاً إن شاء الله تعالى، لأن الحرام لا يتعدى الذمتين.
فيجب فورا الكف عن استثمار المال بالربا، ولكم أن تبحثوا عن بنوك إسلامية تضعون فيها أموالكم وتأخذون ربحها، ولكم أن تشتروا منزلا يدر لكم ربحا من إيجاره مثلا...، وإن لم تتمكنوا من كل ذلك وخفتم من ضياع المال، ولم يوجد مكان مباح غير هذا البنك لحفظ المال، فيجوز وضعه فيه للحفظ بدون فوائد، على أن تستردوه منه في أقرب وقت تجدون فيه مكانا آخر إسلامياً لحفظه فيه.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.