2011-05-21 • فتوى رقم 49512
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخي الكريم أنا إنسان متزوج ولكن قدر الله لي أن أعيش فترة بمفردي بعيدا عن زوجتي وذلك بسبب ظروف العمل، المهم كان الشيطان يستدرجني كي أدخل على مواقع إباحية وينجح في ذلك، وأنا بعدها أستغفر الله كثيرا ولكني أعود بعدها بفترة، ومرة من المرات وجدت في نفسي شىئا يقول إن دخلت على هذه المواقع فزوجتك ..... ولن أكمل الكلمة، وكل هذا كان بيني وبين نفسي، ولكني سمعت أن حديث النفس لا يقع إلا بلفظ أو عمل، فهل هذا يعتبر عملا أم أنه بدافع شيطاني الذي أخذ يوسوس لي حتى دخلت على تلك المواقع ثم قال لي إن دخلت تكون زوجتك .... وكذلك فإن كل فعل أفعله أجد وسواسا بداخلي يقول لي: إن فعلت كذا يكون ..... أنا أعرف أني مخطئ إن دخلت على تلك المواقع لكن أنا لم أقرر في نفسي هذا اليمن ولكن هو شيطان، أفتوني بالله عليكم هل علي شيء؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالنظر إلى الأفلام الجنسية والصور العارية والنظر إلى عورات الآخرين كله حرام شرعاً وكل ذلك من خوارم المروءة، ويخالف الأخلاق العالية الرفيعة التي أمر الإسلام بها وامتدح بها نبيه الكريم صلى الله تعالى عليه وسلم بقوله سبحانه: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ [القلم:4]، ولا يمكن إباحتها، ولو أبيحت له لأبيح صنعها وتصويرها، وهو أغرب الغريب!.
ومشاهدة الأفلام المتهتكة طريق الوصول إلى الفاحشة، ولذلك حرّم لما يؤدي إليه غالباً، والأضرار التي هي نتائج هذه المحرمات كثيرة ملموسة، وأغلبها خلقي ونفسي وتربوي واجتماعي؛ تتفكك بها الأسر، وتتخرب بها الأخلاق ويتفلت بها المجتمع، والمجتمعات الأجنبية أكبر شاهد على ذلك، وربما نتج عن ذلك أمراض واعتلالات صحية أيضاً، لأن الأمر قد لا يقف عند حد المشاهدة، ولكن يتعداها إلى ما وراءها من الاتصالات المشبوهة التي تخفى تحتها الإيدز وأعمامه وأخواله من الأمراض المخيفة.
فعليك بمجاهدة النفس، والتذكر الدائم لله تعالى، وأنه مطلع على جميع حركاتك وسكناتك، لا تخفى عليه خافية، وأن تذكر الموت والحساب والنار، وعليك أن تكثر من الالتجاء إلى الله تعالى، وتعلن له عجزك وضعفك، وتطلب العون والثبات منه، فذلك أنفع علاج لما تعاني منه، مع التخلص من الجهاز الذي تنظر من خلاله إلى هذه المحرمات، وعليك بالبعد عن الأسباب المسببة للمعصية ذاتها مع غض البصر عما حرم الله، وترك رفقاء السوء، ومرافقة الصالحين وملازمتهم، ثم الانشغال بطاعة الله سبحانه تعالى ومراقبته وكثرة الذكر له، والتذكر الدائم للموت، ثم الانشغال بعمل علمي أو مهني يشغل كل الوقت أو العودة إلى زوجتك، ثم إن التوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحى به الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: (إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) (الفرقان:70) . والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.
ولم يقع الطلاق بما أنك لم تتلفظ به.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.