2011-05-21 • فتوى رقم 49518
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نحن عائلة لدينا مشكلة مع أختي التي كانت تعمل في مدينة بعيدة عنا بعلم أبويها, وكذبت علينا وقالت إنها انتقلت إلى مدينة أخرى، فذهبت إليها أمي وتحدثت معها لكنها لم تأبه لها وقالت لأمي بأنها لا تريد أن ترى أحدا منا وغيرت رقم جوالها, فهل يجوز لنا أن نحذف اسمها من سجل العائلة و نتبرأ منها؟
وجزاكم الله كل خير.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا خلاف في أنّ صلة الرّحم واجبة، وقطيعتها معصية كبيرة، لقوله تعالى :«وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ» (النساء: من الآية1)
وقول النّبيّ صلى الله عليه وسلم : ((من كان يؤمن باللّه واليوم الآخر فليصل رحمه)) رواه البخاري.
فعليك أن تصلي رحمك ولو كان سبب القطيعة منهم، فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( ليس الواصل بالمكافئ ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها)) رواه البخاري.
وأخرج مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال: يا رسول الله، إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيؤون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال: ((لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك)) رواه مسلم.
كأنما تسفهم المل: أي كأنما تطعمهم الرماد الحار، وهو تشبيه لما يلحقهم من الألم بما يلحق آكل الرماد الحار من الألم، ولا شيء على هذا المحسن، بل ينالهم الإثم العظيم في قطعيته، وإدخالهم الأذى عليه.
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثِ ليال يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام))، أخرجه البخاري.
فلا يجوز ذلك، بل لابد من نصحها وتذكيرها بالله تعالى، وإصلاح الأمور معها جهد الاستطاعة، وأسأل الله لها الهداية العاجلة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.