2006-04-29 • فتوى رقم 4958
يا شيخنا العزيز: أنا إنسان مرة من الأيام تعرفت على أحد الدكاترة في كلية الأمير سلطان، وأخذت عنده دورة في أحد المواد العلمية، وقال لي: هل أكملت دراستك؟ قلت له: عندي دبلوم كلية تقنية تخصص تقنية حاسب، قال: هل تريد أن تكمل في احد الجامعات الخارجية ويتم معادلة سنوات الخبرة لديك، وكذلك مواد الدراسة ودوراتك وتحصل على بكالوريوس هندسة كمبيوتر، قلت: نعم، وبعدها انتظرته شهرين وإذا يتصل على من الأردن ويقول: لقد تم معادلة شهادتك وافقوا على إعطائك البكالوريوس بدون دراسة والمبلغ 20000 ألف ريال، ثم بعدما أخذت الشهادة قلت لماذا لم يتم التصديق عليها؟ قال: كل الدراسات عن بعد لا يتم التوقيع عليها، ولكن نأخذ مبلغ 10 آلاف ريال لتوقيعها من الجهات الحكومية، وبعدما تم توقيعها من الجهات سألت عن الجامعة، قالوا لي: إنه يوجد فقط إلى موقعها على الإنترنت ومن ثم ذهبت إلى الجامعة العربية المفتوحة وقلت: هل تعادلوا لي هذه الشهادة وأكمل مواد الدراسة، قالوا لي: لأبأس من معادلتها لك وتدرس لدينا مادتين ومن ثم تأتي بورقة من وزارة التعليم العالي السعودي باعتماد شهادتك الصادرة عن هذه الدولة، وبعد ذلك عن طريق الواسطة أتانى بورقة موجود بها الختم، ثم كتبنا عليها المطلوب وراسلنها وتم قبولي في الجامعة ودرست وأخذت الشهادة، يا شيخ: أنا في حيرة من أمري، علما أني قد ترقيت بها هذة الشهادة، آمل منك ان توجهني، وماذا أعمل يا شيخ، إنني أبكي الليل والنهار وأدعو على هذا الرجل الذي ورطني في ذلك، فأرشدوني، وهل الله عز وجل يقبل توبتي، وهل هذة الشهادة حرام أم لا، وماذا أعمل؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعملك غير شرعي، لما فيه من الكذب والزور، ولا يبرر ذلك أي عذر، فالغش بكل أنواعه حرام مهما كانت مبرراته، لإطلاق حديث النبي صلى الله تعالى عليه وسلم: (مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنِّا) رواه مسلم في صحيحه، فعليك التوبة إلى الله تعالى والاستغفار والندم على فعلك السابق، ثم التخلي عن الاستفادة من الشهادة أو النجاح الذي حصلت عليه بالغش إذا كنت متأكدا أن الغش هو الذي أوصلك إلى هذه الشهادة، وبدونه ما كنت تنالها، لأنه ليس من حقك، ولك -إذا أردت- أن تبدأ الدراسة والامتحانات من أولها، فإذا نجحت من غير غش فقد استحققت الشهادة الآن.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.