2011-05-24 • فتوى رقم 49596
المسألة باختصار حتى لا أطيل عليكم فضيلة الشيخ تتعلق بموضوع معقد وصعب اتخاذ قرار فيه.
لقد تعرفت على فتاة أجنبية وقالت لي إنها أسلمت منذ ما يقارب العام أو أكثر، ظروف هذه الفتاة مأساوية إلى حد كبير، فهي يتيمة، لا أب ولا أم، وكانت تعيش مع جدتها التي كانت لا تؤمن بأي دين، وجميع أهلها كذلك. فرقّ قلبي لهذه الفتاة وعقدت العزم على الزواج منها لحمايتها من الفتنة ولمساعدتها على التقرب من الله سبحانه وتعالى. ولكنها صرحت لي قبل زواجنا أنها مريضة بفيروس الإيدز حيث ولدت بهذا المرض بسبب سوء خلق والدتها بسبب تعدد علاقاتها الجنسية والعياذ بالله، فبسبب هذا أيضا هي لا تعرف من هو والدها. المشكلة الآن أننا كنا بدأنا في إجراءات هجرتي إلى دولتها لكي نعيش معا هناك، وقبل أن تظن أنني تزوجتها بغرض السفر اسمح لي أن أوضح أسباب هذا القرار: زوجتي مريضة بالإيدز وأيضا تعاني من ضعف البصر الحاد فهي أقرب إلى أن تكون كفيفة أيضا، وهناك في بلدها تنعم بالرعاية الصحية اللازمة والمجانية، ولهذا السبب كنت أرى أن حياتنا في بلدي أنها لن توفر لها تلك الرعاية، وأيضا أنا لا أستطيع تحمل تكاليف علاج زوجتي هنا في بلدي إذا كنا سوف نعيش هنا، فالحكومة هناك في بلدها تتكفل بكامل مصاريف العلاج والمتابعة. المشكلة الآن أني بسبب عدم وجود إجراء معين في مسألة الهجرة توقف حالي وتعطل ترتيب سفري إلى زوجتي وأصبح الأمر شبه مستحيل، لذلك بدأت بالتفكير في أن أجلب زوجتي كي تعيش معي في بلدي لكن كما ذكرت لكم من قبل هذا الأمر شبه مستحيل بسبب ظروفها الصحية المذكورة. فما العمل الآن؟ هل أطلقها وأتسبب في تعرضها لخطر الفتنة والارتداد عن الدين أم أضرب عرض الحائط كل هذه المعوقات وأضحي بحالتها الصحية من أجل أن أعفها عن الفتنة والارتداد عن دين الله بأن أجلبها لتعيش معي في بلدي؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإن غلب على ظنك أنك تستطيع كفايتها بالنفقة من علاج ونحوه، فأحضرها إلى البلد الذي أنت فيه، وإلا فطلقها، وأسأل الله أن يبدلها آخر.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.