2011-05-29 • فتوى رقم 49665
أنا شابة عمري 17 سنة أحب شخصا وأعشقه بجنون، بسبب هذا الحب ذهبت معه إلى شقة، وأنا الآن بكر، فعلت كلَّ شيء إلا شيئا واحدا وكنت غافلة عن ربي، والآن أنا أستغفر الله ولكن أحيانا أغفل أنا لم أتكلم لأي أحد وأحاول أن أتوب، ماذا أفعل أنا نادمة وفي أشد الندم ولكن بعد أن فعلت هذا تبت إلى الله، أحيانا تضيع مني فروض وأحيانا أدخل مواقع إباحية ولكن لا أعرف لماذا أفعل ذلك، أنا نادمة جدا ولا أعرف ماذا أفعل، من فضلك أريد الرد سريعا أنا إذا توفاني الله ماذا أقول لربي مع العلم أن مَن أرتبط به أرتبط به سرا وهو يريد أن يتوب ونادم ندما شديدا.
أرجو الإسراع في الرد
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فما فعلتماه هو من المعاصي الشنيعة، وعليكما التوبة منه فوراً إلى الله تعالى، وعدم العود إلى مثله أبداً فالله تعالى نهانا عن ذلك فقال: {وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً }الإسراء32. وقال أيضا: (وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ) [الأنعام:151].
ومن تاب تاب الله تعالى عليه، لكن ينبغي التوبة النصوح التي لا عودة فيها إلى عصيان الله تعالى أو إلى ما لا يرضيه، وعليك أن تبتعدي عن ذلك الشاب (وغيره من الرجال الذين لا يحلون لك بعداً تاماً)، وتنقطعي عن اللقاء به أو حديثه قطيعة تامة، مع التصميم على عدم العود، والندم والإكثار من الاستغفار والعمل الصالح، وستر النفس وعدم إخبار أحد بهذه المعصية، فالتوبة النصوح شرطها التوقف عن فعل الذنب، ثم الندم عليه، ثم التصميم على عدم العود إليه، ويتم تطبيق ذلك عملياً بالبعد عن أسباب المعاصي، ومجاهدة النفس وعدم الاستسلام لها إن أمرت بما لا يحل، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾ [العنكبوت:69]، وقال أيضًا: ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى﴾ [النازعات:40-41]، ثم البعد عن رفقة السوء، وصحبة الصالحات وملازمتهم، ثم الانشغال بطاعة الله سبحانه تعالى ومراقبته وكثرة الذكر له، والتذكر الدائم للموت، وأرجو أن توفق لذلك كله، وأدعو لها بالتثبيت على التوبة.
ثم إذا كنت راضيةً عن توبتك فذلك إشعار بقبولها عند الله تعالى إن شاء الله تعالى.
وإن كان ذلك الرجل صاحب خلق ودين فعلاً وكان قادرا على الزواج منك فليخطبك من أهلك خطبة شرعية...
والنظر إلى الأفلام الجنسية والصور العارية والنظر إلى عورات الآخرين كله حرام شرعاً، سواء مع الزوج أو بدونه، وكل ذلك من خوارم المروءة، ويخالف الأخلاق العالية الرفيعة التي أمر الإسلام بها وامتدح بها نبيه الكريم صلى الله تعالى عليه وسلم بقوله سبحانه: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ [القلم:4]، ولا يمكن إباحتها، ولو أبيحت له لأبيح صنعها وتصويرها، وهو أغرب الغريب!.
فعليك بمجاهدة النفس، والتذكر الدائم لله تعالى، وأنه مطلع على جميع حركاتك وسكناتك، لا تخفى عليه خافية، وأن تذكري الموت والحساب والنار، وعليك أن تكثري من الالتجاء إلى الله تعالى، وتعلني له عجزك وضعفك، وتطلبي العون والثبات منه، فذلك أنفع علاج لما تعانين منه، مع التخلص من الجهاز الذي تنظرين من خلاله إلى هذه المحرمات، وعليك بالبعد عن الأسباب المسببة للمعصية ذاتها مع غض البصر عما حرم الله، وترك رفيقات السوء، ومرافقة الصالحات وملازمتهم، ثم الانشغال بطاعة الله سبحانه تعالى ومراقبته وكثرة الذكر له، ثم الانشغال بعمل علمي أو مهني يشغل كل الوقت، مع الدعاء بالزواج ما أمكن، والاستعانة بالصوم فإنه وجاء ووقاية كما أخبر النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، وأسأل الله تعالى أن يثبتك على طاعته، ويحفظك من معصيته، إنه سميع مجيب.
ثم إن التوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحى به الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: (إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) (الفرقان:70) . والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.
وعليك المحافظة على الفروض، وقضاؤها لو فاتت، وأسأل الله تعالى أن يوفقك لما يحبه ويرضاه، ويقربك منه قبل فوات الأوان،
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.