2011-06-04 • فتوى رقم 49751
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أكتب لكم بعد ما شاهدت حلقة عن التوبة في برنامج (إنا عاملون) للشيخ الفاضل محمد حسان، إنني بكيت طيلة الحلقة وبعدها بساعات، أريد التوبة فكيف السبيل يا رب
أنا سيدة من دولة عربية مسلمة، أم لثلاثة أطفال موظفة لي مدخول شهري زوجي لا يتدخل فيه بالكل رغم ذلك أصرفه كله على البيت والأبناء, زوجي والحمد لله دارس للعلوم الشرعية ومتمكن في دينه وله الفضل بعد الله عز وجل في ابتعادي عن الكثير من الأفعال والأعمال التي تتنافى مع الدين مثل عدم تغطية الرأس والصلاة في وقتها والاستماع للموسيقى وأشياء أخرى
وبهداية من الله تعالى وكرم منه عرفت الطريق الحق وفهمت ما يتخبط فيه شبابنا المسكين من متاهات الحياة والماديات
لن أطيل عليكم يا شيخ مشكلتي هي أنني في ذلك العهد الذي كنت فيه ونمط الحياة التي كنت أتبعها تعاملت مع البنوك الربوية هذا القرض للعطلة السنوية هذا لمساعدة الوالدة وهذا ل... وهذا ل....... بلا نهاية
النتيجة أنني الآن وبعد توبتي أجد نفسي أتخبط بين الأقساط البنكية التي بلغت ثلاثة أقساط شهريا والتي لا أستطيع ولن أستطيع الوفاء بها مع مستلزمات الحياة من تطبيب وتدريس ......... والله العظيم هذا الموضوع يدمي قلبي ويدمع عيني كل ما تذكرته يوميا ولا أرى أي أفق عندي لأداء هذا الدين وكل ما أتمناه أن لا تكون هناك عندي وراء ظهري ولا درهم دين وتبقى لي أجرتي الشهرية أتعلم وأعلم نفسي أن أعيش بها هي فقط مع القناعة دون الحرام
أزيدكم أنني دائمة الاستدانة من العمل من غير الأجرة فقط لأداء الأشياء الضرورية والتي لا يمكن أن تستمر الحياة بدونها ومع العلم أن زوجي لا يقصر وينفق كل ماله أيضا ولكن الطامة الكبرى أنه ليس على علم بكل هذه المشاكل المالية، إخوتي جدُّ ممتازين معي والحمد لله ولكن ليس عندهم ما يمكنهم المساعدة من مال
لا أجد أحدا يمكنه أن يفك عني ما أتخبط فيه والذي يزداد شهر بعد الآخر من فوائد التأخير إلى آخره
مع العلم أن بلدي ليس به بنوك إسلامية وأناس كثيرون يعانون مثلي، تيقنت من سبب تحريم الربا وهذه هي نتيجتها
ادعوا لي يا شيخ الله يفرج كربتي ويقضي عني ديني يا رب، وإذا كنتم ترون أي نصيحة يمكن مساعدتي بها فكلي آذان صاغية
بارك الله فيكم وجزاكم الله عنا خير جزاء
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فأسأل الله تعالى أن يعينك على التخلص من القروض الربوية، وعليك بالدعاء في الثلث الأخير من الليل مع التوبة والندم والاستغفار، فلا يجوز أخذ قرض بفائدة للنهي عن ذلك بقوله تعالى: ﴿وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا﴾ [البقرة:275]، والربا من أشد المحرمات عند الله تعالى، وقد أعلن الله الحرب على آكلها، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ...﴾ [البقرة:278_279]، ولا يباح الربا إلا لضرورة، وهي خشية الهلاك بدونه، وعدم وجود طريق آخر لدفع الهلاك.
وعلى المتورط في ذلك أن يسارع إلى سداد القرض الربوي كله، ويبذل في ذلك كل وسعه، ولو ببيع شيء مما يملكه زائد عن حاجته، مع التوبة النصوح والاستغفار، والعزم على عدم العود لذلك في المستقبل.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.