2011-06-06 • فتوى رقم 49822
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب أبلغ من العمر 31 سنة، تعرفت منذ 8 سنوات على فتاة ذات حسن وخلق ورأيت فيها زوجة المستقبل. بعد مضي 3 سنوات على تعارفنا طلبت من عائلتي التقدم لخطبتها، فكان الرفض القاطع من طرف والدي وذلك لأن الفتاة من أصول ريفية فيما نحن من سكان المدن (و هذه وللأسف عقلية موجودة بمدينتي، كما أن والدي معروف باحتقاره واشمئزازه من سكان الريف وذلك رغم تدينه). رغم ذلك لم أيأس وطلبت تدخل العديد من أطراف العائلة إلا أنه تشبث برأيه وقال أنه غير مستعد لمصاهرة الريفيين. ومع مرور السنين وأمام تشبثي بموقفي، وقبل عامين تحديدا وافق أبي على أن تذهب والدتي وبعض الأقارب للتعرف على الفتاة وعائلتها، عندها تنفسنا أنا ومن أحببت الصعداء. إلا أن الفرحة لم تدم طويلا وسرعان ما جدد والدي الرفض معللا بأن لديها في وسطها العائلي أناس يرتدون اللباس الريفي وهو غير مستعد لمصاهرة هؤلاء الناس. ومع هذه الحجج الواهية التي أجزم أنها الوحيدة التي ستحرمني من إكمال نصف ديني بدأت شيئا فشيئا أشعر بالبرود تجاه عائلتي وخصوصا والدي الذي أغلق باب الحوار أمامي، وقللت من زياراتي لمنزل والدي( علما أني أعيش وحدي منذ 9 سنوات في مدينة أخرى وذلك بسبب عملي). وأمام هذا الوضع حيث أرقتني الوحدة، وإحساسي بالذنب تجاه الفتاة التي أحببت والتي صبرت طويلا قررت أن أتقدم لها بمفردي، وأقنعت هي والدها بذلك. وقد قمنا بعقد القران منذ أسبوع، واتفقنا على الزفاف بعد 3 أشهر. ونزل الخبر على عائلتي نزول الصاعقة، وأصبح الجو العام بمنزلنا جنائزي، كما علمت أن أبي رمى بكل شؤوني وكل ما يذكر بي خارج المنزل. لا أنكر أني لم أتوقع هذا بل توقعت الأكثر لكني أشعر الآن بإحباط كبير إذ أنني لا أريد أن أخسر لا عائلتي ولا زوجتي المستقبلية، وقد أثر هذا على نفسيتي بشكل كبير إذ لا أستطيع الأكل منذ 3 أيام كما أن مردودي في العمل تراجع.
أرجو أن ترشدني يا فضيلة الشيخ لأني على وشك أن أخسر كل شيء عائلتي وزوجتي وعملي.
وأخيرا تقبلوا مني أسمى عبارات الاحترام والتقدير.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإن لم تتمكن من خطبة فتاة أخرى ترضي بها نفسك وأهلك، فلا مانع من إتمام الزواج من هذه الفتاة، مع الحرص على التقرب من أهلك وبرهم والإحسان إليهم، والدعاء بإصلاح الأمور، وأسأل الله لك التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.