2011-06-06 • فتوى رقم 49832
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بادئ ذي بدء، جزاكم الله خيرا على هذا الموقع المفيد وجعله في ميزان حسناتكم جميعا إن شاء الله.
السؤال باختصار:
أعمل بشركة استثمار إسلامية، ولكن الشركة تأثرت كثيرا بالأزمة المالية العالمية وأوشكت على الإفلاس، وقد بدأت من الآن السعي نحو فرصة عمل أخرى قبل أن يصبح الوضع أكثر سوء. وقد عثرت على أكثر من فرصة في مجال عملي وهو الترجمة في بنوك تقليدية فعزفت عنها وآثرت الانتظار لفرصة أطمئن إليها. وحتى الآن، ومع اقتراب إعلان تصفية الشركة، لم تظهر فرص عمل أخرى في مجالي إلا في شركة استثمار تابعة لبنك تقليدي. ولا تتضمن أنشطة هذه الشركة الإقراض بفائدة كما هو الحال في البنك المالك لها، ولكنها تقوم بأنشطة استثمارية أخرى متنوعة من إدارة أصول وأوراق مالية وغير ذلك، ووجدت أيضا من ضمن أنشطتها إصدار سندات مالية بفائدة. ولا أدري هل العمل في شركة استثمار كهذه حلال خالص أم تشوبه شوائب.
الفرصة الأخرى التي ظهرت مؤخرا هي العمل كمترجم في صندوق النقد الدولي وهو كما تعلمون وكالة متخصصة أنشأت بموجب معاهدة دولية لتحقيق الأهداف التالية:
1.تشجيع التعاون الدولي في الميدان النقدي بواسطة هيئة دائمة تهيئ سبل التشاور والتآزر فيما يتعلق بالمشكلات النقدية الدولية.
2.تيسير التوسع والنمو المتوازن في التجارة الدولية، وبالتالي الإسهام في تحقيق مستويات مرتفعة من العمالة والدخل الحقيقي والمحافظة عليها، وفي تنمية الموارد الإنتاجية لجميع البلدان الأعضاء، على أن يكون ذلك من الأهداف الأساسية لسياستها الاقتصادية.
3.العمل على تحقيق الاستقرار في أسعار الصرف والمحافظة على ترتيبات صرف منتظمة بين البلدان الأعضاء، وتجنب التخفيض التنافسي في قيم العملات.
4.المساعدة على إقامة نظام مدفوعات متعدد الأطراف فيما يتعلق بالمعاملات الجارية بين البلدان الأعضاء، وعلى إلغاء القيود المفروضة على عمليات الصرف والمعرقلة نمو التجارة العالمية.
5.تدعيم الثقة لدى البلدان الأعضاء، متيحاً لها استخدام موارده العامة مؤقتاً بضمانات كافية، كي تتمكن من تصحيح الاختلالات في موازين مدفوعاتها دون اللجوء إلى إجراءات مضرة بالرخاء الوطني أو الدولي.
6.العمل وفق الأهداف المذكورة آنفا، على تقصير مدة الاختلال في ميزان مدفوعات البلد العضو والتخفيف من حدته.
ويقدم الصندوق قروضا ميسرة دون فائدة للدول الأعضاء الفقيرة في حالة تعثرها، إلا أنه يحتسب فائدة على القروض الكبيرة التي يمنحها للدول الأعضاء تحت مسمى رسوم أو رسوم إضافية.
ما الحكم في العمل في إحدى هاتين الجهتين، علما بأنني أسعى نحو فرصة عمل في بنك إسلامي أو شركة استثمار إسلامية منذ فتر طويلة عندما بدأت أوضاع الشركة في التردي ولم يتيسر ذلك حتى الآن؟
أعتذر عن الإطالة، وجزاك الله شيخَنا الكريم خير الجزاء في الدنيا والآخرة.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالعمل في البنك الربوي أو في أي مكان له صلة بالربا إذا كان فيه تماس مع الربا مباشرة كالمحاسب والجابي والمدير العام و... فيحرم، لما فيه من المشاركة في العملية الربوية، وإن كان لا علاقة له بالربا مباشرة، كالحارس والخادم فيكره ولا يحرم، والكراهة سببها تقديم العون للمرابين.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.