2011-06-07 • فتوى رقم 49849
السلام عليكم
يا شيخ أستحلفك بالله إذا كان الزوج في ديون ولا يخرج منها أي ُيخرج ديونه ويدخل مرةً أُخرى هل يكون ذلك بسبب ذنب أصابه أو محبة الله له علما أنه يقول زنا مع فتاة وهي لم تتزوج حتى الآن ويقول أن عينها أصابتني ويريد أن يتزوج منها إذا كان ذلك بسببها علما أنه متزوج ولديه أولاد خمسة ووعد زوجته بعدم الزواج عليها؟ فكيف يُحل مشكلته علما أنه ما يعتقده أن ديُونه كلها بسبب هذه الفتاة ومن نفّس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة؟ وجزاك الله خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا شك أن الله تعالى يعاقب إن شاء على الذنوب، فما فعله سابقاً من أكبر المعاصي، وعليه التوبة منه فوراً إلى الله تعالى، وعدم العود إلى مثله أبداً، فالله تعالى نهانا عن ذلك فقال: ﴿وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً﴾ [الإسراء:32]، وقال أيضا: ﴿وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ﴾ [الأنعام:151].
ومن تاب تاب الله تعالى عليه، لكن ينبغي التوبة النصوح التي لا عودة فيها إلى عصيان الله تعالى أو إلى ما لا يرضيه.
والآن عليه ستر نفسه، وعدم إخبار أحد بما كان منه، والتوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: ﴿إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً﴾ [الفرقان:70].
ثم إن علم أن تلك الفتاة قد تابت توبة نصوحا أيضا، ووثق بحسن توبتها، وحسن دينها وأراد أن يتزوجها فليفعل إن شاء، ولا يلزمه ذلك.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.