2011-06-11 • فتوى رقم 49902
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أنا فتاة تقدم شاب لخطبتي فلم توافق عائلتي عليه فابتعدت عنه ثم رجعت له فأخطأت معه وزنيت ثم تبت وابتعدت عن الحرام مدة سنتين، ثم تعرفت على طبيب أمي كان يكبرني سنا لكن وجدت فيه كل ما أتمنى وهو أظهر لي اهتماما كنت في أشد الحاجة له لأن أمي كانت حالتها ميؤوسا منها والله لم أكن أعرف أنه متزوج وعندما أدركت لم أقدر أن أتركه وتطورت علاقتنا بعد وفاة أمي حتى زنيت معه، والآن أنا نادمة أريد الابتعاد عنه لكني أحبه، ادعوا لي بالهداية وأن يغفر الله لي، وهل سيسامحني ربي؟ ساعدني يا شيخ وجزاك الله خيرا
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
الزنا من كبائر الذنوب، وعقوبته إذا رفع للقاضي ذكراً كان أو أنثى وثبت الزنا منه بالإقرار أو بشهادة أربعة شهود عدول أن يجلد مئة جلدة إذا كان أعزب، والقتل رجماً بالحجارة إذا كان متزوجاً من سابق، وإذا لم يرفع للقاضي وستره الله تعالى فيكفيه التوبة النصوح، بالندم والعزم على عدم العود والإكثار من الاستغفار والعمل الصالح...
فما فعلتيه من أكبر المعاصي، وعليك التوبة منه فوراً إلى الله تعالى، وعدم العود إلى مثله أبداً، فالله تعالى نهانا عن ذلك فقال: {وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً }[الإسراء:32]، وقال أيضا: (وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَابَطَنَ) [الأنعام:151].
ومن تاب تاب الله تعالى عليه، لكن ينبغي التوبة النصوح التي لا عودة فيها إلى عصيان الله تعالى أو إلى ما لا يرضيه، والتوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: (إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) [الفرقان:70].
فسارعي إلى التوبة النصوح وابتعدي عن كل رجل أجنبي عنك ومنهم هذا الطبيب، وأطيلي الندم والاستغفار، واستري نفسك فلا تخبري بذلك أحدا أبدا، واطمئني بعد ذلك إلى غفران الله تعالى فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.