2011-06-19 • فتوى رقم 50097
بسم الله الرحمن الرحيم
أنا أعمل وكيلة نيابة إدارية وفي تلك الوظيفة أنا أحقق في مخالفات الموظفين وأحيل للمحكمة التأديبية في القضايا الكبرى أما القضايا الصغيرة فإنني أصدر قرارا فيها إما بالحفظ أو بالإدانة والمجازاة، وفي بعض الأحيان أصدر قرارا بحفظ القضية وعدم مجازاة المتهم فيها وتقوم رئيستي في العمل بتعديل قراراتي إلى مجازاة المتهم بدلا من حفظ القضية له، وأنا أرى أن قرارها ظالم وغير صائب في مجازاة المتهم ولا تقبل الاستماع إلى قراراتي وإنما تقوم بتعديلها بخط اليد من حفظ إلى مجازاة فالقانون يخولها ذلك. ولا يمكن لي أن أرفض قرارها فإنني أكتب مذكرتي بخط يدي ثم تقوم هي بالاطلاع عليها وتعديلها إلى ما تراه الأصوب ثم تقوم السكرتارية بنسخ المذكرة المذكورة ثم يجب علي أنا مراجعة المذكرة المنسوخة والإمضاء عليها بما في ذلك قرار رئيستي، فأنا أوقع على قراري في المذكرة الرئيسية ثم أوقع على قرار رئيستي في المذكرة المنسوخة مع أنني أرى بأن قرارها ظالم. وقد أخبرت مدير التفتيش بهذا وأنني لا أريد الإمضاء سوى على مذكرتي الأصلية دون المذكرة المنسوخة والمعدلة بقرار رئيستي الظالم فأخبرني مدير التفتيش بأنه لا يحق لي ذلك وأنني يجب أن أوقع على جميع المذكرات وإلا أحالُ للتحقيق والتفتيش وقد أتعرض للرفض. فهل ما أفعله حلال علما بأنني أصدر مذكرتي الخطية بقراري الذي أراه عادلا ولا أستطيع أن أعدل على قرار رئيستي وأن امتناعي عن إمضاء مذكرتها لن يؤدي إلا إلى خسارة عملي وفي جميع الحالات سوف يوجد من يوقع بدلا مني وسوف يصدر قرار رئيستي الظالم في جميع الأحوال، فما حكم الإسلام في هذا؟ وما دليل ذلك من الكتاب والسنة؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا يجوز لك أن توقعي على مالم تعلمين أنه الحق، وعلى رئيستك أن توقع على تعديلاتها.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.