2011-06-25 • فتوى رقم 50248
السلام عليكم
أما بعد فأنا أكتب لكم وأنا خائفٌ مما قد يحل بي من غضب ربي فأنا أعاني من الوسواس القهري وقاكم الله منه (كنت أخاف من الأمراض) ثم تطور الأمر ليصبح وسواس نظافة: هل هذا شي نظيف أو نجس أو ..
أمس كنت أبحث عن مسألة في العبادات وكان تحت المقال مقال آخر ينهى عن الإساءة للدين ولِما أنعم الله عليّ بقوة الذاكرة فأنا أتذكر ما حصل لي قبل 15 سنة مثلاً، فتخيلت في مخي كيفية سب الرسول أو الدين، وأنا خائفٌ مما قد يحل بي، هل يمكن أن أكون فعلت ذلك عن غير قصد؟ هل أذنبت؟ هل توبتي لن تقبل خاصةً أني لم أستطع طرد هذي الأفكار المسيئة من مخي؟ لقد قرأت أن من يفعل ذلك يعتبر مرتدا، لقد اغتسلت 3 مرات بنية التوبة وأعدت الغسل مرات ولكن لم ينفع شيء ولم أستطع طرد هذي الأفكار، أصبحت أنام كثيراً لكن كلما أستيقظ أتذكر ما حصل لي، حتى صلاتي لم أعد أستطع أداءها براحةٍ
سؤالي: هل علي إثم ولن تنفع توبتي خاصةً بتواصل هذي الأفكار والأقوال المسيئة؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإن كان الموسوس يفعل ما لا يجوز فعله بإرادته واختياره، (بمعنى أنه يستطيع تركه لو أراد تركه) فهو محاسب بلا شك، وإن كان لا يستطيع تركه وهو مجبر عليه، فلا يكلف الله نفساً إلا وسعها، ويجب في الحالتين مقاومة الوسواس ومحاولة التخلص منه جهد الاستطاعة، والوسواس هو مرض يصيب كثيراً من الناس، ولا ينبغي الاستسلام له أو الخوف منه، ولكن لا بد من الدعاء إلى الله تعالى بصرفه، وأرجو أن تكثر من قراءة القرآن وذكر الله تعالى، والصلاة على نبيه صلى الله عليه وسلم، مع التضرع إلى الله تعالى وسؤاله الشفاء لاسيما في الثلث الأخير من الليل فهو وقت إجابة، وأسأل الله لك الشفاء العاجل.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.