2011-06-26 • فتوى رقم 50281
امرأة بكر كانت تبلغ من العمر 25 عاماً زوجت نفسها لمديرها في العمل عام 2000م بعد أن أحضر محاميا عقدَ زواج رسميا لهم وكامل الشروط ( إيجاب وقبول ومقدم ومؤخر وشاهدين من الزملاء بالعمل) وبعلم خمسة زملاء آخرين ولكن بدون ولي أو علم أهلها. أثناء كتابة العقد وقع الشهود أولا ثم قامت هي بالتوقيع على العقد والإيجاب والقبول بالغرفة الأخرى وليس أمام الشهود، وقام الزوج بشراء شقة باسمها تقيم فيها.
وفي عام 2004 قالت له إن أهلي سوف يقومون بعقد قراني وتزويجي من أحد أقاربي لأنهم لا يعلمون بزواجها الأول.
ونظراً لصعوبة الموقف وتعقده والفضائح ووضعهم الأسري والاجتماعي والوظيفي حدثت مشادّة بينهم فقال لها: ماذا سأعمل! روحي تزوجيه. وانصرفت وهي في حالة بكاء شديد (وتم بالفعل عقد قرانها الثاني) وأصبحت بعد ذلك في حالة نفسية سيئة ومعقدة بسبب عقد زواجها الثاني دون الطلاق من زوجها الأول أو التفريق منه، وهي تحبه حباً جماً ولا تستطيع البعد عنه أو حتى أن يطلقها. وقامت بإجراء عملية رتق لغشاء البكارة قبل الدخول بها من زوجها الثاني بيوم واحد. ونظراً لحالتهم النفسية والخوف من الفضيحة حضر زوجها الأول حفل زفافها الثاني وتقابلا بعدها بيوم واحد واتفقا على أن لا يعاشرها زوجها الثاني إطلاقا حتى يتم طلاقها منه قريباً وأن يقوم زوجها الأول بعد طلاقها بتزوّجها من أهلها بشكل مناسب ويرد اعتبارها.
وتعقدت الأمور أكثر برفضها معاشرة الزوج الثاني ورفض طلاقها رغم طلبها منه الطلاق كثيراً وهي الآن تقيم مع زوجها الثاني في شقتها التي اشتراها لها زوجها الأول في غرفة مستقلة عنه منذ 8 سنوات.
مع العلم بأنها تحضر لزوجها الأول بمسكنه ويعاشرها بصفة مستمرة وينفق عليها ويعطيها مصروفاً شهرياً ويلبي جميع احتياجاتها وتُطلعه على جميع شئونها ومشاكلها يومياً ويصعب ابتعادها عنه أو حتى أن يطلقها.
السؤال: هل زواجها الأول صحيح أم لا؟
وما موقفها من زوجها الثاني إذا حدثت معاشرة معه؟
وماذا تفعل لحل هذه المشكلة التي أوقفت حياتها تماماً حيث أنها الآن ترغب في الإنجاب
ويتقدم عمرها؟
وفقكم الله لما يحب ويرضاه.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإن تم الإيجاب والقبول مع الزوج الأول مع سماع الشهود للإيجاب والقبول شخصيا، فقد صح هذا الزواج عند بعض الفقهاء، وهي للزوج الأول، وزواجها من الثاني باطل لا أثر له أصلا (لأنها متزوجة من غيره) وعليها فورا الابتعاد عن الزوج الثاني من غير حاجة إلى الطلاق منه، مع التوبة والاستغفار عن الماضي، وأنصح الجميع أن يثبتوا ذلك رسميا.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.