2011-06-27 • فتوى رقم 50317
تعرفت إلى إحدى قريباتي منذ عشر سنوات وكنت أرغب بها جنسيا وكنت دائم المحاولة وكانت ترفض وكنت أقبلها وألمس جسدها، وبعد فترة توفي ابني الكبير والتزمت وصرت أحاول جاهدا الابتعاد عنها حتى ابتعدت عنها ماعدا الكلام وذلك بسبب القرابة، وانقلبت الآية وأصبحت هي من تطاردني من مكان لمكان وأنا أبتعد عنها بشتى الوسائل، وقبل سنتين أصيبت زوجتي بمرض جلدي في كامل جسدها وأصبحت نفسي تكره المعاشرة الزوجية ولا أعاشرها إلا كل خمسة عشر أو عشرين يوما واحتسبت ذلك عند الله حتى أنني أصبحت باردا جنسيا، وعادت المرأة تلاحقني من مكان لمكان وأنا والله أصلي الفجر في المسجد يوميا، وقبل أسبوع سافرت إلى دبي وتابعتني في الطريق وأنا في دبي وأصرت عليّ إن عدتُ إلى الرياض أن أذهب وأسلم عليها، وضعفت أمامها وذهبت للسلام عليها وهناك عادت لي رجولتي ولم تتماسك نفسي ومارست الجنس معها من الخارج ولم يتم الإيلاج، أرجوكم ما هو الحل؟ وهل هذا يعتبر زنا صريحا؟ وما هي أحاديث التوبة، أريد التوبة بشدة ما الحل أرجوكم؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فما فعلتماه هو من المعاصي الشنيعة، وعليكما التوبة منه فوراً إلى الله تعالى، وعدم العود إلى مثله أبداً، وإن لم يعتبر زنا، فهو من مقدماته، والله تعالى نهانا عن ذلك أيضاً فقال: {وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً }الإسراء32. وقال أيضا: (وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ) [الأنعام:151].
ومن تاب تاب الله تعالى عليه، لكن ينبغي التوبة النصوح التي لا عودة فيها إلى عصيان الله تعالى أو إلى ما لا يرضيه، وأن تبتعد عن هذه الفتاة نهائيا، مع التصميم على عدم العود والندم والإكثار من الاستغفار والعمل الصالح، فالتوبة النصوح شرطها التوقف عن فعل الذنب، ثم الندم عليه، ثم التصميم على عدم العود إليه، ويتم تطبيق ذلك عملياً بالبعد عن أسباب المعاصي، ومجاهدة النفس وعدم الاستسلام لها إن أمرت بما لا يحل، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾ [العنكبوت:69]، وقال أيضًا: ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى﴾ [النازعات:40-41]، ثم البعد عن رفقة السوء، وصحبة الصالحين وملازمتهم، ثم الانشغال بطاعة الله سبحانه تعالى ومراقبته وكثرة الذكر له، والتذكر الدائم للموت، وأرجو أن توفق لذلك كله، وأدعو لكم بالتثبيت على التوبة.
ثم إذا كنت راضياً عن توبتك فذلك إشعار بقبولها عند الله تعالى إن شاء الله تعالى.
ولك الزواج منها إن كانت قادرا على العدل بين الزوجتين، وعلى النفقة عليهما، وتأكدت من صدق توبتها وتوبتك.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.