2011-07-01 • فتوى رقم 50378
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي في الله: أنا هنا في أمريكا ولا أعرف كيف هي الأمور في البلاد العربية حيث إنني أقيم هنا منذ أن كنت في الثالثة عشرة من العمر...
سؤالي يدور حول شراء المنازل، هنا كي تشتري منزلا تذهب للبنك ويعطيك سلفة بثمن المنزل ثم بعد ذلك تدفع شهريا جزءا من السلفة الأساسية والجزء الآخر هو فوائد للبنك، فهل هذه الفوائد هي الربا الذي منعنا منه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
أفدنا يا شيخ حيث إنني أريد أن أعرف قبل أن أدخل في شيء مثل هذا حيث إن الجميع يحثني على شراء بيت وقلبي رافض، أفدني أفادك الله وأعانك دوما على عمل الخير مرضاة لوجهه الكريم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإذا كان البنك هو الذي يشتري البيت ويدفع ثمنه للبائع، ثم يبيعه لك بالتقسيط بثمن أعلى، ولا يشترط عليك أي زيادة بعد ذلك إذا تأخرت في السداد لظروف خاصة، فلا مانع من ذلك، وهذه الطريقة مباحة شرعاً.
أما إذا كان المشتري هو أنت، والبنك يقرضك الثمن قرضاً بفائدة لتسدده على أقساط، أو يشترط عليك زيادة في الفائدة إذا تأخرت في السداد فلا يجوز شرعاً الشراء بهذه الطريقة.
وذلك فصل ما بين الحرام والحلال، وذلك لشدة حرمة الربا، حيث قال سبحانه: ﴿فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ﴾ [البقرة:279].
وإذا لم تجد بنكا يشتري البيت على الوجه المتقدم فيمكنك الاتفاق مع أحد أثرياء المسلمين عندك فبشتري البيت الذي تريده أنت، ويدفع ثمنه نقدا، ثم يبيعه لك بالتقسيط المريح لك مع زيادة في الثمن، فيكسب هو الربح، وتكسب أنت البيت بطريقة مشروعة حلال إن شاء الله تعالى.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.