2011-07-01 • فتوى رقم 50398
شيخنا الكريم: أنا شاب مسلم ومن الذين يتعلقون ويتجلببون بجلباب الدعوة إلى الله، مع الأسف ابتليت بجريمة كبيرة في حق ديني وعرضي وأستحق من خلالها الموت. هذا لأنني ابتليت بالزنا وأنا متزوج وعندي أولاد (ياللعار). مثلي يفعلها؟
وكلما تبت وابتعدت عن الفتاة وعن جوّها وعن سيرتها ودائما أصدها ولكن سرعان ما تمضي الشهور أو الأيام ثم أعود لهذه الجريمة
أفتني رعاك الله وأنقذني إذا كان هناك باب للإنقاذ.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فما فعلته سابقاً من أكبر المعاصي، وعليك التوبة منه فوراً إلى الله تعالى، وعدم العود إلى مثله أبداً، فالله تعالى نهانا عن ذلك فقال: ﴿وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً﴾ [الإسراء:32]، وقال أيضا: ﴿وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ﴾ [الأنعام:151].
ومن تاب تاب الله تعالى عليه، لكن ينبغي التوبة النصوح التي لا عودة فيها إلى عصيان الله تعالى أو إلى ما لا يرضيه.
والآن عليك ستر نفسك، وعدم إخبار أحد بما كان منك، والتوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: ﴿إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً﴾ [الفرقان:70].
ويتم تطبيق ذلك عملياً بالبعد عن أسباب المعصية ذاتها، والابتعاد عن كل امرأة لا تحل لك فورا، ثم البعد عن رفقة السوء، وصحبة الصالحين وملازمتهم، ثم الانشغال بطاعة الله سبحانه تعالى ومراقبته وكثرة الذكر له، والتذكر الدائم للموت، وأسأل الله لك الهداية والاستقامة عليها.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.