2011-07-06 • فتوى رقم 50504
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة وبعد: فضيلة الشيخ احترت كثيرا في القرار الذي أودّ أن أتخذه منذ خمس سنوات سابقة ولا زلت حائرة ولا أدري ما هو الصواب وما هو الخطأ
فإني أود ارتداء النقاب منذ خمس سنين ولكن والدتي رفضت بسبب مشاكل النقاب، ورغم تريّثي وانتظاري إلا أنني لا أزال أرتدي النقاب ولكن هناك من يقول أن النقاب ليس بواجب حيث إن الله أباح كشف الوجه والكفين، ولكن كشف الوجه واليدين في الصلاة أم في الخروج إلى الشارع؟ وهل النقاب فريضة على المرأة المسلمة أم سنة؟
أنتظر رد فضيلتكم في أقرب وقت ممكن فذلك أول سؤال لي
وإضافة أخيرة: قد رأيت رؤيا منذ أيام عدة أني أخبر مديري في العمل أنني سأرتدي النقاب وأومأ رأسه موافقا على ذلك مع العلم أن مديري في العمل من المتقربين إلى الله كما يبدو لي والله أعلم
وجزاكم الله ألف خيرا وأدامكم الله عونا وذخرا للمسلمين.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالنقاب (وهو ما تستر المرأة به وجهها) للمرأة الشابة عند الخروج إلى الشارع وأمام الرجال الآجانب عنها واجب، ودليله عموم قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) [الأحزاب:59]، أما العجوز والمرأة الشوهاء فلا يجب عليها النقاب، ولكن يستحب لها، لقوله تعالى: (وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللاتِي لا يَرْجُونَ نِكَاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) [النور:60].
ويستوي في ذلك كل من كان أجنبياً عن المرأة، إلا أن المرأة إذا كانت في مجلس لا يوجد فيه إلا محارمها أو زوجها وبعض من الرجال الأجانب الأتقياء المأمونين، فلا بأس بأن تنزل النقاب عنها فيه لعدم الفتنة بشرط أن لا يكون على وجهها شيء من الزينة.
فإن كان النقاب واجبا عليك بحسب ما سبق، فعليك أن لا تترددي في لبسه فورا.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.