2011-07-09 • فتوى رقم 50550
السلام عليكم
أنا كنت مخطوبة واكتشفت أن خطيبي كان يخونني وعرفت أنه يعرف امرأة ثانية، عرفت هذا من أمور عدة لاحظتها منه ثم تأكدت من أمه لأنها تحبني وغير راضية عن تصرفاته ولكنها شدّدَت عليّ أن لا أخبره أنها قالت لي، لكن دون ذلك هو يعلم أني عرفت لأني واجهته بالأمور التي اكتشفتها وحدي ولم أخبره بتأكيد أمه لي وطبعا هو ينكر، سؤالي: أنا أشعر بمرارة وأشعر أن قلبي يحترق وكأن بداخلي نارا، أنا أرضى بقضاء الله وقد فوضت أمري إليه لكن لا أستطيع أن أمنع نفسي من الحزن، فهل حزني وضيقي هذا لي بسببه أجر لأنه ابتلاء أم أنه أمر تافه وليس لي أجر لما أشعر به من عذاب الغدر والخيانة؟
وأرجو الدعاء لي.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإن كان خطيبك مستمرا في صحبة النساء الأجنبيات فاقطعي الخطبة، وانتظري خاطبا غيره، وإن كان تائبا توبة نصوحا مقلعا عن هذه الذنوب، فلا مانع من الاستمرار معه، مع مسامحته على ما مضى، وإذا كان المرء ملتزماً بالشرع الحنيف، فما يصيبه من بلاء يعد رفعة له في الدرجات ومثقلاً لموازين حسناته.
أما إن كان مرتكباً للمعاصي مقصراً في جنب الله مفرطاً في دينه فقد تكون المصائب التي يبتلى بها تنبيها له من الله ليتوب ويرجع قبل فوات الأوان، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا أراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد الله بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافي به يوم القيامة)، وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط) أخرجهما الترمذي.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.