2011-07-09 • فتوى رقم 50556
الأخ الدكتور حفظكم الله: أخط هذه الكلمات ولا يعلم بحالي إلا الله عز وجل.
أنا رجل متزوج وأعيش حياة سعيدة بكل ما لهذه الكلمة من معنى ولا تشوبها شائبة بفضل الله.
ارتكبت معصية أغضبتُ بها الله عز وجل وأدعوه ليل نهار أن يغفرها لي ويتوب علي وللعلم لن أكررها ما حييت.
والله أخجل من أقولها ولكن ضاق بي الحال وأنا أبكي ليل نهار، حسبي الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله، مسست عضو امرأة لا تحل لي وهي مرتدية لباسها وسمحت لها أن تمص عضوي الذكري وتم القذف بداخل فمها وانتهى ولم يكن هناك أي شي غير ذلك. أسألكم بالله أن تجيبوني ما حكم ذلك وما عقابه وما كفارته؟
مع دعائكم لي بالستر. أنتظر جوابكم بفارغ الصبر.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
قال الله: {وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً }الإسراء32. وقال أيضا: (وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ) [الأنعام:151].
فعليك التوبة النصوح، ومن تاب تاب الله تعالى عليه، لكن ينبغي التوبة النصوح التي لا عودة فيها إلى عصيان الله تعالى أو إلى ما لا يرضيه، مع الابتعاد عن كل فتاة أجنبية نهائيا، مع التصميم على عدم العود والندم والإكثار من الاستغفار والعمل الصالح، فالتوبة النصوح شرطها التوقف عن فعل الذنب، ثم الندم عليه، ثم التصميم على عدم العود إليه، ويتم تطبيق ذلك عملياً بالبعد عن أسباب المعاصي، ومجاهدة النفس وعدم الاستسلام لها إن أمرت بما لا يحل، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾ [العنكبوت:69]، وقال أيضًا: ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى﴾ [النازعات:40-41]، ثم البعد عن رفقة السوء، وصحبة الصالحين وملازمتهم، ثم الانشغال بطاعة الله سبحانه تعالى ومراقبته وكثرة الذكر له، والتذكر الدائم للموت.
ثم إذا كان العبد راضياً عن توبته فذلك إشعار بقبولها عند الله تعالى إن شاء الله تعالى.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.