2011-07-18 • فتوى رقم 50695
أنا شاب مصري عملت بدولة الكويت، ومن سوء حظي أني تعرفت على بعض الفتيات وزنيت معهم، وبعد ذلك تعرفت على فتاة وأحبتني ثم اعتنقت الإسلام من أجل الزواج مني ولكن كفيلي لم يرض ثم عمل مغادرة لي ورجعت إلى مصر وزنيت بمصر مرة أخرى ولكني نادم جدا على ما فعلت وأريد التوبة إلى الله، هل أترك الفتاة التي أسلمت من أجلي لأنها فلبينية وأهلي لم يوافقوا عليها وأنا عندي يقين أن الله بعثها لي من أجل أن يرحمني مما فعلت؟
ماذا أفعل في مشكلتي وأنا نادم جدا ويقيني يوحي لي بأن الله لن يقبل توبتي؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
الزنا من كبائر الذنوب، وعقوبته إذا رفع للقاضي ذكراً كان أو أنثى وثبت الزنا منه بالإقرار أو بشهادة أربعة شهود عدول أن يجلد مئة جلدة إذا كان أعزب، والقتل رجماً بالحجارة إذا كان متزوجاً من سابق، وإذا لم يرفع للقاضي وستره الله تعالى فيكفيه التوبة النصوح، بالندم والعزم على عدم العود والإكثار من الاستغفار والعمل الصالح...
فما فعلته من أكبر المعاصي، وعليك التوبة منه فوراً إلى الله تعالى، وعدم العود إلى مثله أبداً، فالله تعالى نهانا عن ذلك فقال: {وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً }[الإسراء:32]، وقال أيضا: (وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ) [الأنعام:151].
ومن تاب تاب الله تعالى عليه، لكن ينبغي التوبة النصوح التي لا عودة فيها إلى عصيان الله تعالى أو إلى ما لا يرضيه، والتوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: (إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) [الفرقان:70].
فعليك البعد عن أسباب المعصية، والمسارعة إلى الزواج من أي امرأة ترضاها ذات دين وخلق، والأفضل ما وافقت عليها مع أهلك، وأسأل الله أن يقبل توبتك، فهو تعالى الغفور الرحيم.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.