2011-07-24 • فتوى رقم 50834
أبي يفتح دفتر بريد بإسمي ولأنني أتممت الواحد والعشرين من عمري فغيرت حالته من قاصر إلى صاحبة لهذا الدفتر أي أن والدي كان قبل ذلك هو الوصي علي، وبعد أن أتممت الواحد والعشرين قمت برفع الوصاية من الدفتر بناءً على طلب والدي حيث أن عمله بعيد ويكون بحاجة لسحب مبلغ من المال من الدفتر، ولكن لا يستطيع أن يترك عمله لسحب هذا المال، ولكن يمكنه وضع مال فى الدفتر فالسحب يكون فقط من قبل المالك أما الإيداع في الدفتر فيكون من أي شخص ولكنني أرفض هذا أي أرفض وضع المال في دفتر البريد لأنهم يضيفون عليه الفوائد وأبي لا يمانع، وهناك دفتر آخر باسم والدتي، وهي التي تملكه وثلاثة دفاتر لأخواتي، ولكن والدي هو الوصي عليهم لصغر سنهم، فأنا أعلنت له رفضي لوضع المبلغ في مكتب البريد وسحبه ووضعه في بنك إسلامي وهو يفتح أيضاً حسابا لأخواتي ببنك غير إسلامي، ولكنني قمت بتحويل حسابي البنكي من هذا البنك لي بنك آخر إسلامي، أود أن أذكر لفضيلتك ملحوظة مكتب البريد يوجد في نفس بلدتنا، والبنك غير الإسلامي يبعد عنا بحوالي نصف ساعة فنركب له مواصلة فهو خارج بلدتنا، والبنك الإسلامي يبعد عنا بحوالي ساعة ونصف فأركب له مواصلتان أو ثلاثة فهل علي ذنب لأن والدي يفتح حسابا في مكتب البريد باسمي، وأنا من أقوم بسحب المال الذي يطلبه أم أنه يمكنه استمرار فتح هذه الحسابات فى دفتر البريد والبنك غير الإسلامي، ولكن بدون فوائد؟ وماذا لو أصر على فتحه مع الفوائد فهل ما نأكله سيكون حراما؟ ولكنه هو ووالدتي يقولون لي أنت كيف تفكري أنت سوف لا تعرفين أن تعيشي في هذه الحياة، فهذه الأموال تستثمر في مشاريع وهذه المشاريع تربح ويعطونا نسبة من هذا الربح لأنهم استخدموا أموالنا فهذه الزيادة اعتبريها كأننا نحن الذين قمنا بالمشروع، وجاء لنا الربح أقول لهم ولكننا لا نعرف في أي مشروع استخدمت هذه الأموال هل هو خمور أم تصنيع أطعمة مفيدة مثلا ولكننا إذا نقلناها لبنك إسلامي فسمعت شيخ يقول يجوز أن نتعامل معه من اسمه، فإنه سيتعامل فى مشروعات مباحة أما إذا كان غير ذلك فالذنب هو ذنب إدارته؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالوضع في دفتر التوفير ممنوع شرعاً لأن ذلك من الربا، والربا من أشد المحرمات عند الله تعالى، وقد أعلن الله الحرب على آكلها، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ...﴾ [البقرة:278_279]، فعليك أن تعلمي أهلك بذلك، وأن تطلبي منهم نقل المال لمصرف إسلامي، أو وضعه للحفظ في البنك الربوي بدون فوائد إذا لم يوجد مكان آخر لحفظ هذا المال غير ذلك البنك.
وعليك ألا تشاركي ولا تعيني على الربا أبدا، وأسأل الله لك التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.