2011-07-24 • فتوى رقم 50835
كثيراً ما يتدخل الناس في حياتي بشكل غير مقبول، وأحياناً يجبرونني على الكذب إلى حد ما، فمثلاً يقابني خالي أو إحدى جيراني أو زميلتي أو أي شخص آخر، ويسألني إلى أين أنت ذاهبة فحتى أتجنب الكذب أقول مشوارا، فيلح في السؤال مشوار إلى أين؟ يعني فأكون مثلاً أنا ذاهبة لتقديم أوراقي لوظيفة وأعرف أنني إذا قلت لأحدهم هذا ستتوالى التساؤلات وما هي الوظيفة وأين وجدتيها وأين هي وإذا كانت بعيدة عني يقولون لي (هذه بعيدة) بطريقة تثبطني وربما تجعلني أرجع عن عزمي، وأنا أعمل، ولكن ليس بشكل منتظم فاعطى كورسات لغة أي كل فترة عندما يأتي دارس، ويطلب دراسة هذه اللغة، وأنا إذا قت لهم أنني ذاهبة إلى عملي يظنون أنه يومياً، ومستمر وأن لي دخلا ثابتا، ولذلك عندما يسألني أحد أقول أنني ذاهبة لزيارة قريبتي أو زميلتي أو ذاهبة للإحضار طلب للمنزل فيلحون وما هو هذا الطلب؟ ولماذا تذهبين في هذا الوقت لأن الوقت يكون شديد الحرارة في فترة الظهيرة، فما دخلهم وشأني علماً بأن والدي ووالدتي يكونون على علم بالمكان الذي أذهب إليه سواء كان تقديم أوراقي لوظيفة أو عملي المتقطع، وأنا أخشى من كذبي هذا أن الله لا يريد أن يمن علي بالوظيفة فأنا أبحث عن وظيفة دوام كلي أي وظيفة مستمرة، وبدخل ثابت وأحمد الله على الوظيفة الحالية حتى ولو كانت غير مستمرة، ولكن كما يقال (يقول الله: اسع يا عبدي وأنا معاك) فبماذا أرد عليهم فضيلتك إذا أردت أن أحتفظ بالإجابة لنفسي علماً بأن أقاربي أيضاً عندما يأتون لزيارتنا كلامهم غير مريح، فيقولون قلنا لكي لا تدخلي هذه الكلية لو أنك دخلت معهدا...علما بأنني خريجة كلية لغات فكيف أرد عليهم بطريقة شرعية تجعلهم لا يتدخلون في شأني؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فبإمكانك أن تستعيضي عن الكذب بالتعريض، وذلك بالكلام الموهم المحتمل لأكثر من معنى، ولا يجوز لك الكذب، ولك أن تطلبي منهم صراحة عدم التدخل في شؤونك الخاصة باللطف واللين.
ونرجوا أن لا تزيد في اليوم الواحد عن سؤال واحد إفساحا في المجال للغير، وأسأل الله لك التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.