2011-07-27 • فتوى رقم 50868
هل إذا عاهدت الله على شيء واكتشفت بعدها أن جزءا من هذا العهد مع الله سيضر بشخص ما هل يمكنني تصليح هذا الجزء دون المساس بالجزء الآخر؟
فمنذ عام كنت أضيف على إيميلي شبابا وبنات مصريين وأوروبيين أتحدث اللغة مع الأوروبيين وأرسل رسائل دينية للمصريين وأحثهم على العمل والعبادة ولم أخرج معهم عن إطار الأدب والاحترام، لم أتخيل يوما أنني سأتزوج من على الإنترنت، وجاء أحد هؤلاء الشباب المصريين وعرض علي الزواج وكنت قد وجدت فيه كل مواصفات الزوج المناسب وكان يتحدث مع الأجانب وكنت أشعر أن البنات أكثر وقمت بصلاة استخارة واستيقظت في الفجر وحلمت أنني عروس في فرحي وكان هذا في رمضان وأخبرت والدي ولم يمانع أن نتقابل سوياً بصحبة والدي أو أخي للتعارف، ولكن الشاب كان يريد أن يرى صورتي قبل أن يأتي لنقابله فرفضت وقال كيف سأقول لوالدك إنني أريدك دون أن أراك أو ترينني ربما لا أعجبك أو تعجبينني وهو من بلد غير بلدي وقال هناك حوالي 8 ساعات بيننا لكي أحضر لك، وأنا لم أخبر أحدا ممن أضفتهم عن اسمي أو بلدي الحقيقي كنت أخشى من أي شخص أن يفعل شيئا يضر بي ولكن عرفت أن هذا كذب وتركت الشات تماما، بعد أن رفض أن يأتي قلت له أن اسمي ليس كما أخبرتك ولا بلدي فتضايق وطلبت منه أن يسامحني فسامحني ولكن كان يريد أن يعرف بياناتي الحقيقية ورفضت وانقطع الاتصال من حوالي 9 شهور بعد أن فاتحني في الارتباط، كنت قد أنشأت إيميلا جديدا وتركت الإيميل المضاف عليه مصريون وأوروبيون وقلت سأبدأ معه حياة جديدة ولن أضيف أحدا ولكن منذ شهرين حدثته لكي يمسح إيميلي من عنده واسمي من الفيس بوك فطلب مني الزواج مرة أخرى وبياناتي مرة أخرى وبعث لي بصورته لكني لم أفتحها وطلب أن أكلم والدته بالمايك لكن قلت له إنها ربما تكون ليست والدته وسيقوم بتقليد صوتها فتضايق وحدثتُه بأسلوب حاد وكان يصبر في البداية ولا يرد ثم بعد ذلك أصبح أسلوبه معي حادا وقال إنه مسح إيميلي واسمي من الفيس ولكنه لم يقم بعمل تجاهل أي أن أي رسالة أرسلها له يستقبلها، وفي تلك الفترة التي طلبني فيها للمرة الثانية قلت له: إذا أراد الله أن يجمعنا فسوف يهيئ الأسباب قال خطأ نحن لابد أن نأخذ بالأسباب وألح على طلبه ورفضت، وفي هذا الوقت تقدم لخطبتي شاب وحكيت لوالدي على ما حدث بيني وبين الشاب الذي تعرفت عليه بالإنترنت وقال والدي إذا كان يجب ألا تحدثيه مرة أخرى فقد انتهى هذا الموضوع منذ عام وصليت استخارة للشاب الآخر فقمت بالفجر بكابوس وفاة أحد أقاربي بحادث وكنت واقفة أمامه ومرضت بعدها فرفضت هذا الشاب وبصراحة كنت ما زلت أفكر في الآخر، وبعد أن رد والدي بالرفض بيومين اتصلت بي صديقتي وقالت أنها حلمت أنني مخطوبة وفرحانة جداً وهذا الشاب بالإنترنت كنت مازلت أفكر فيه وقال لي أنا حلالك بإذن الله وزوجة خالي منذ بضعة أيام قالت لي إنها رأتني في تلك الأيام التي كنت أحدثه فيها بفستان أبيض لكنني عاهدت الله ألا أفتح الإيميل وألا أحدثه مرة أخرى وإذا أراده الله لي سوف يجمعنا بقدرته بعيدا عن الإنترنت حاولت أكثر من مرة إلغاء الإيميل لكن لم أفلح وكان عندي إيميل منذ عام حاولت فتحه لم يفتح فعندما أنشأت إيميلا بنفس الاسم فتح لم يكن عليه أسماء ولكن كان عليه رسائل مرسلة لي ممن كانوا مضافين عندي والسؤال هنا كما قلت: عاهدت الله ألا أكلمه وألا أفتح الإيميل ولكن قد يأتي من يأخذ هذا الإيميل ويجد هذا الشخص قد أرسل لي برسائل ويظل يشغل هذا الشخص الذي ربما يكون قد تزوج ونسيني فيتذكرني ويدعو علي فأود أن أفتح الإيميل وأقوم بعمل تجاهل لكل رسائله حتى إذا بعث لي برسالة لن تصل إلي أو إلى من يستخدم نفس اسم الإيميل من بعدي فهل أكون بهذا خالفت وعدي مع الله؟ أدعو الله الآن أن يتقبل توبتي وأريد أن أعرف هل هذه الدعوة صحيحة وهي: اللهم ارزقني زوجا صالحا ترضاه لي واللهم إن كان هذا الشاب خيراً لي فاجمعني به عاجلا ليس آجلا وإن كان شراً لي فأبعده عني أم أقول فقط اللهم ارزقني زوجا صالحا حتى لا أظل أتذكره؟ هل إذا لم أذكره في الدعوة وكان مكتوبا لي سوف لا يعطيني الله إياه لأنني لم أذكره في دعوتي وفي نفس الوقت أنا لا أريد التفكير فيه مرة أخرى لأنني أخشى أن أظل أفكر فيه حتى إذا تزوجت شخصا غيره فهكذا أخون زوجي وأنا أكره الخيانة؟
وهل إذا تزوجت غيره وتذكرته بشيء دون إرادتي أكون أخون زوجي وأتمنى لهذا الشاب كل خير رغم قولي كما تدين تدان، هل عمل تجاهل لرسائله إخلاف لعهدي مع الله؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فمن خالف العهد مع الله تعالى فعليه كفارة يمين، ثم إن كان الخير في خلاف العهد فليخالف وليكفر، وكفارة اليمين أحد أمرين على الترتيب: الإطعام أو الكساء لعشرة مساكين للقادر عليه، أو الصيام ثلاثة أيام متتابعات للعاجز عن الإطعام والكساء، مع العلم أنه لا يصح التكفير بالصوم مع القدرة على الإطعام أو الكساء؛ لأن الإطعام والكساء مقدمان على الصوم لقوله تعالى: ﴿لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أيام ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ [المائدة:89].
فالكفارة بعد الحنث باليمين (لا قبله) هي إطعام عشرة مساكين، بمعنى التصدق على كل واحد منهم بمقدار قيمة /2/ كغ من القمح، أو كسوتهم، فإذا عجزت عن ذلك فعليك صيام ثلاثة أيام متتابعات.
والإطعام المقصود في كفارة اليمين هو تمليك الطعام أو قيمته للفقير، والطعام عند إطلاقه يراد به الطعام الأساسي وهو القمح أو الشعير أو الأرز أو...، والمقدار هو نصف صاع من القمح أو صاع من غيره من الأجناس الأخرى لكل فقير، ومقدار الصاع 3.5 كغ، ومن أراد إخراج القيمة، أخرج ثمن 3.5 كغ، أخرج ثمنها بحسب ثمنه في البلد الذي هو فيه، مع العلم أن إخراج القيمة جائز عند كثير من الفقهاء.
ولك الدعاء بما أردت، والتوجه لله تعالى في الثلث الأخير من الليل فإنه وقت إجابة، وأسأل الله لك التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.