2011-07-27 • فتوى رقم 50879
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أستاذي الجليل ووالدي الفاضل
أسعد الله أوقاتك بكل خير وكل عام وأنت بألف خير يا رب العالمين بمناسبة قرب حلول شهر رمضان المبارك أعاده الله علينا وعلى الأمة الإسلامية بأفضل حال، يا الله يا كريم
أستاذي العزيز:
انتشرت في الآونة الأخيرة أجهزة تسمى (دريم بوكس) وهذه الأجهزة تقوم بفك كافة القنوات المشفرة عن طريق الإنترنت مثل قنوات الجزية الرياضية + باقة قنوات المجد التعليمة والأطفال والوثائقية، وأنا قمت بشراء هذا الجهاز من أجل هاتين القناتين تحديدا لأنني أحب الرياضية وأحب التفقه في الدين.
ولقد قمت بشراء هذا الجهاز بسعر 100 دينار، يشمل الاشتراك سنة كاملة بجميع القنوات المشفرة ولكن ليس عن طريق شركة الجزيرة أو شركة المجد بل عن طريق مبدأ التشفير عن طريق الإنترنت كما ذكرت سابقاً.
سؤالي الآن: هل في ذلك إثم أو تعد على حقوق العباد، وما هي نصيحتك لي سيدي؟ فإن قلت لي عليك التخلص من هذا الجهاز فوالذي نفس محمد بيده سوف أتركه ابتغاء وجه الكريم، خصوصاً أننا على أبواب شهر العتق والرحمة والبركات وأنا لا أريد أن أدخل هذا الشهر وفي قلبي شك أو ريب من هذا الموضوع.
فأنني أنتظر ردك بفارغ الصبر ولكم مني كل الحب والود والعرفان
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالحصول على القنوات المشفرة دون إذن مالكها يدخل في الحقوق المعنوية أو الأدبية، وهل هي مال أم لا، وقد اختلف المعاصرون من الفقهاء في شرعية الاستفادة منها بدون إذن أصحابها، فذهب البعض إلى أن هذا النوع من الحقوق أموال كسائر الأموال الأخرى، فلا يجوز لأحد أن يستفيد منها إلا بإذن من صاحبها ومالكها، وذهب البعض إلى أنها ليست أموالاً، ولهذا لا يجوز احتكارها ومنع الناس الآخرين منها، وأنا أميل إلى رجحان القول الثاني، وعليه فلا بأس بالاستفادة من هذه البرامج -في نظري- بشرط أن لا تمنع منه السلطات المختصة في الدولة، فإذا منعت منه وجب الامتناع عنه؛ لأن أمر ولي الأمر واجب النفاذ ما دام في حدود المباحات، لقوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً﴾ [النساء:59].
هذا إذا لم يكن في هذه القنوات المحرمات، وإلا لم يجز رؤية المحرمات التي تبثها، أو المساعدة في ذلك، سواء أكانت مشفرة أم غير مشفرة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.