2011-08-02 • فتوى رقم 51044
السلام عليكم ورحمة الله
أنا وأخي حاولنا كثيرا مع والدي لإصلاح العلاقة ولكن بدون فائدة، يتخيل أننا ماديون في حين أنه بخيل جدا علينا وكريم على أي شخص آخر وهو سبب كل مشكلة في حياتنا وقال أنه يتمنى لو أنه لم ينجبنا رغم أنه في وقت مرضه أخي لم يتركه ومرض أخي ولم يكن بجواره هو وأخي مقيم بدولة أخرى ولكن في بيت منفصل وهو منفصل عن والدتي منذ 20 سنة، أنا وأخي قررنا الابتعاد تماما لتجنب المشاكل فما حكم الشرع؟ مع العلم أنه لم يراعي الله فينا؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فحق الأبوين على الأولاد كبير جداً، ولا يجوز للأولاد التنكر لهذا الحق مهما قصر الأبوان في حقهم، وعليهم القيام به في حدود الإمكان، وعليهم أيضاً ترك محاسبة الآباء أو الأمهات عن تقصيرهم في حق الأبناء، فبرُّ الوالدين باب عظيم من أبواب الخير والقرب من الله تعالى لا ينبغي للولد أن يحرم نفسه من ولوج هذا الباب، قال تعالى في حق الأبوين:(( وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)).(العنكبوت:8).
ولذلك فإنني أنصحك بأن تحسن لأبيك قدر إمكانك وتحاول بره بكل الطرق الممكنة، وبالقدر الذي لا يلحق بك ضرراً، وإلا كنت مسيئاً مثله أو أكثر منه، فإن بر الوالدين واجب مهما كانت تقصيراتهم، قال تعالى في حق الأبوين:(( وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)).(العنكبوت:8).
ولا مانع من جعل العلاقة رسمية في حدودها الدنيا تجنبا للمشاكل.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.