بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:

إذا طلق الزوج زوجته أو طلبت الزوجة من زوجها أن يطلقها فطلقها لأي سبب كان فلها كامل مهرها المعجل والمؤجل ونفقة عدتها بحسب قدرته المالية، ولا نفقة متعة لها عند أكثر الفقهاء.
والنفقة للزوجة يقدرها القاضي بحسب حال الزوج، ثم للزوجة ما لم تتزوج من آخر حق حضانة أولادها الصغار حتى يكبروا، ولها على والدهم في تلك المدة أجرة حضانة ونفقة على قدر حاله وبحسب حاجتهم، لذا لا أنصحك بالتعجل بالطلاق، بل عليك أن تصبر على ما يكون من زوجتك ما دمت قادراً على الصبر، ولتحاول نصحها باستمرار وتطييب خلقها، وتتحايل في تغيير طبعها، مع تجنب ما يثير المشاكل قدر الإمكان، واستعمال الحكمة في كل ذلك، فكل شيء ممكن أن يكون بالحكمة والموعظة الحسنة، ولتجتهد في تحسين خلقك تجاهها أيضاً، وأكثر من دعاء الله تعالى بإصلاح الأحوال لاسيما في الثلث الأخير من الليل فإنه وقت إجابة، وعلى كل من الزوجين أن يسارع إلى إرضاء الآخر قدر إمكانه ولا يقصر في حقه، وعلى كل منهما أن يسامح الآخر في تقصيره نحوه إذا جرى منه تقصير، وعلى كل منهما أن يعتذر للآخر إذا أخل بواجبه نحوه، ولا يجوز لأي منهما أن يتخذ من تقصير الآخر نحوه في شيء متكأ للتقصير مثله أيضا، فإن خيرالزوجين من يسامح أكثر، وليس من بحاسب أكثر.

واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.