2011-08-12 • فتوى رقم 51292
السلام عليكم يا شيخ
يا شيخ أنا فتىً التزمت بالصلاة وبالدين بعد أن كنت متساهلاً بالذنوب والمعاصي، فأصبحت يا شيخ رجلاً مثالياً في أخلاقي وفي صلاتي وأصبحت رجلاً ملتزماً ..
وكان الجميع مبهورا من الانقلاب الذي حصل لي لأني كنت متساهلاً جداً بالذنوب حتى الصلاة كنت غير ملتزمً بها كثيراًً والآن أصبحت رجلا غير عادي في خشوعي وصلاتي.
المهم: انتهت عطلة الصيف وبدأت المدارس (وأنا في العادة دائماً ما أكوّن أصدقاء كثر ودائماً ما أكون محبوبا بين الناس ولكن الغريب أني كنت وحيداً في الصف لا يقبل أحد التعرف علي ولا المزاح معي إلا قليلاً، والغريب يا شيخ أني أصبحت لا أجيد المزاح مع الناس بل لا أجيد التعامل معهم، كنت قبل توبتي غير ذلك تماماً، وقلت في نفسي هذا ابتلاء وأيام وسيصبح حالي أفضل، ومرت الأيام حتى بدأ شجار بيني وبين زميل في صفي لمشكلةٍ ما، فما بدأ الشجار حتى رأيت نفسي انقلب في الهواء حتى وقعت في الأرض بلا حركة (والغريب يا شيخ أني كنت قويا قبل التوبة، ولكن قلت في نفسي: (لا بأس تحصل مع كل أحد، ومرت الأيام حتى أقبلنا على الامتحانات النهائية وعند تسليم الشهادات اكتشفت أني راسب في مادة، فيا شيخ أنا في بداية السنة كنت مجتهداً ولكن من كثرة المشاكل لم أستطع أن أكون كما كنت أطمح فرسبت
المهم: مرت السنون والسنون ولم يتغير حالي فأصبحت عند كثيرٍ من الناس كالمعقّد وأصبحت ضعيف الشخصية وضعيف الجسم ( القوي)
ولقد خسرت حب بعض الأصدقاء الذين كانوا يحبونني لأني خفيف الدم، وبعض أصدقائي أراهم يجاملونني ولكن لا أرى حبهم لي كما كانوا يحبونني من قبل
المهم: يا شيخ كثرت المشاكل علي فلماذا كل هذا يحدث لي؟
ويا شيخ أنا عندما أريد أن التزم أكثر وأتقرب إلى ربي أرى المشاكل تكبر أكثر وأكثر، فلماذا يحدث لي هذا يا شيخ؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعليك أن تعتدل في التزامك الإسلامي من غير تزمت، وأن تستبدل أصدقاءك القدامى بأصدقاء جدد ملتزمون مثلك، وأن تعلم أن الشيطان غضب من التزامك فهو يحاول صرفك عن دينك بذلك، فأوصيك بالاستمرار بالالتزام، ومصاحبة أهل التقوى والعلماء، وأدعو لك بالتثبيت.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.