2011-08-29 • فتوى رقم 51683
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت يا شيخنا عن فتواكم في إجازة ترقيع غشاء البكارة للمرأة التي تريد التوبة، وأرجو الإفادة في حالة الرجل الذي تسبب بذلك، وما عليه إذا أراد أن يتوب هل عليه أن يتزوج من تلك الفتاة التي ارتكب معها الإثم؟ وهل يقبل الله توبته إذا تركها ولم يتزوجها علما أنها لا تستطيع إجراء الترقيع وأنه لم يغتصبها بل فعل ذلك برضاها؟
أرجو إعلامي بكيفية قبول التوبة في هذه الحالة. وشكرا على سعة صدركم، وجزاكم الله كل خير
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فما فعله سابقاً من أكبر المعاصي، وعليه التوبة منه فوراً إلى الله تعالى، وعدم العود إلى مثله أبداً، فالله تعالى نهانا عن ذلك فقال: ﴿وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً﴾ [الإسراء:32]، وقال أيضا: ﴿وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ﴾ [الأنعام:151].
ومن تاب تاب الله تعالى عليه، لكن ينبغي التوبة النصوح التي لا عودة فيها إلى عصيان الله تعالى أو إلى ما لا يرضيه.
والآن عليه ستر نفسه، وعدم إخبار أحد بما كان منه، والتوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: ﴿إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً﴾ [الفرقان:70].
ويتم تطبيق ذلك عملياً بالبعد عن أسباب المعصية ذاتها، ثم البعد عن رفقة السوء، وعن كل امرأة أجنبية، وصحبة الصالحين وملازمتهم، ثم الانشغال بطاعة الله سبحانه تعالى ومراقبته وكثرة الذكر له، والتذكر الدائم للموت، وأسأل الله له الهداية والاستقامة عليها.
وإن علم أن تلك الفتاة قد تابت توبة نصوحا أيضا، ووثق بحسن توبتها، وحسن دينها فليتزوجها إن شاء، وإلا فليبحث عن ذات خلق ودين.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.