2011-09-05 • فتوى رقم 51827
بسم الله الرحمن الرحيم
أنا عندي 14 سنة من سنة تقريبا أصبحت أهتم بالصلاة في أوقاتها ثم أصبحت أصلها بالمسجد ثم إني أصبحت لا أهتم إلا بالعبادة والاستغفار وأصبحت أحب الموت أكثر من الحياة متمنيا لقاء الله ودخول الجنة وإني لست عالما كثيرا في الدين، وفي يوم من أيام شهر رمضان الماضي أصبت بوسوسة في الدين والعياذ بالله تقول لي أن الله غير موجود والدين غير صحيح، وأن سيدنا محمد غير موجود وأصبحت أبكي صباحا ومساءً وكلما تأهبت للصلاة أصبحت أشعر بضيق في صدري شديد لا أنام اليل منه، وفي أول الأمر ظننت أن هذا الوسواس مني فكلما أتى أتعجب أنه جاء فجأة دون التفكير فيه، أصبحت أفكر في الشبهات لأبين أنها خطأ فحينما أفشل أدع الله فيزيح هذة الشبه من عقلي وأنساها وبعد ذلك أصبحت تأتي لي حينما أقرأ القرآن فأفكر في الشبهات لأبين أنها خطأ أو أبحث عنها في الانترنت وحينما لا أجد فيها تفسيرا أقول إني لست عالما كثيرا في الدين فتذهب من رأسي والعجيب أن هذه الوسوسة تأتي وأشعر بضيق وأشعر أنني غير مؤمن ثم تذ هب وأشعر بانني مؤمن وقلت مرة لأمي عن هذا الوسواس فقالت أن هذه الوسوسة اختبار من الله تعالى وحينما يأتي ثانية أنسى حالي، وأنا مؤمن وأشعر بالخوف الشديد وأني وحيد في خلاء، وكلما سمعت آية عن العذاب وحال الكفرة أخاف وأبكي وأدعو الله أن ينجدني ويثبت قلبي على الإيمان وفي مرة قلت أنني يجب أن أبعد هذه الوساوس بالتفقة في القرآن فأصبحت أرى معجزات القرآن وأفكر في الكون أرى أنه يجب أن يكون له خالق فأشعر بالإيمان ثم تأتي الوساوس واشعر بضيق وهكذا...
أرجو المساعدة.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالتناسق بين مفردات الكون دليل على وجود الخالق ووحدانيته وحكمته، قال تعالى: (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ) (الانبياء:22)، ثم إن مّن تفكَّر وتأمل في هذا الكون علِم أنه يقوم على نظامٍ عظيم غاية في الدقة التي لا يمكن إنكارها، وكل نظام لابد له من مُنظِّم، والصدفة لا تُوجِد نظاما بديعاً يعجز عن إبداعه أخبَر الناس وأذكاهم.
فهذا من وساوس الشيطان، فحاول أن تصرف ما يأتيك، ولا تخف من هذه الوساوس أبدا، فعليك بتجاهلها وعدم الالتفات إليها لأنها وساوس الشيطان يحاول بها التأثير على المؤمنين المحبين لله تعالى ورسوله صلى الله تعالى عليه وسلم، ولولا حبك لله ورسوله لما طاف الشيطان حولك، فثق بالله واثبت ولا تخف من هذه الوساوس، فقد ثبت أن صحابيا جاء إلى النبي صلى الله تعالى عليه وسلم فقال له يارسول الله إني لأجد في نفسي أمورا لو ألقيت من جبل كان أهون علي منها، فقال له النبي صلى الله تعالى عليه وسلم: أوجدت ذلك؟ قال : نعم، فقال له النبي صلى الله تعالى عليه وسلم: ذلك خالص الإيمان، ولذلك أقول لك هذا علامة الإيمان.
وأرجو أن تكثر من قراءة القرآن والصلاة على النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، فهي تشرح الصدر وتيسر الأمور كلها، وسوف أدعو معك الله تعالى أن يصرف ويخفف عنك ما أنت فيه إن شاء الله تعالى.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.