2011-09-12 • فتوى رقم 51994
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا من أسرة محافظة وأعرف الله والحمد لله تزوجت ومنذ ذلك الحين ولا أدري ما ألمّ بي فزوجي شاب يقاربني السن ونحن بعقدنا العشرين، ولم يسبق لي التجارب العاطفية أو غيره فقد اكتنزت مشاعري كلها له وتعاملت معه بما يرضي الله ولكنه مكر بي لأنه رأى الكثير من أصحابه قد استولت زوجاتهن على أموالهن وتطلقن، فحاول خداعي بعد الزواج حتى يضمن أنني لا آخذ منه شيئا، وتحايل على أنه نفسيا لن يرتاح إن لم يضمن أني عمري لن أتركه، وأن ما يضمن هذا أنه لن يفكر بطلاقي لأنه يحبني أما أنا فعلي بإثبات حبي له لأنه مريض نفسيا بأن أتنازل له عن كل مالي وما لدي من حقوق ونفقة ومؤخر ومن كل الحقوق حتى أثاث بيتي ويظل الورق معه حتى يضمن أني لن أطلب الطلاق في يوم من الأيام ولأنه مجنون بحبي فهو لن يتركني أبدا.
شيخي الفاضل تربيت على أن الزوج هو كل شيء في حياة زوجته، وقد سلمته نفسي وأمنته على حياتي ولم أفعل سوء معه لأفترض السوء منه فلم أبخل عليه بشيء طلبا لشفائه لكن من دون علمى كان يريد أن يسجل هذا الورق في المحكمة غيابيا ليكون رسميا مع أنه قال أنه بينه وبيني فقط، ولكن الله كشف أمره ولم يستطيع أخذ الحكم غيابيا، فلقد افتضح أمره لكننى بعد ذلك وكفا للمشاكل ولأنني طعنت منه بقلبي، ولأنني فقدت الثقة به طلبت الطلاق، وتنازلت عن كل شيء ثمنا للطلاق، وكفا للمشاكل والمحاكم وأنا عروس لم أكمل معه شهور كان لهذا بالغ الأثر في نفسيتي وتعبت كثيرا وفقدت طعم الحياة ، ظلمت والله على نصري لقدير، تفككت أسرتي أخواتي تزوجو وسافروا ووالدتي توفيت وتزوج أبي، و من الصعب أن ترجع إلى بيت أبيك بعد أن كان لك بيت، وواحدة غريبة عنك تحل محل والدتك وبعدها سافرنا جميعا لإحدى الدول وهناك حتى أخرج مما أنا فيه بحثت عن عمل وأكرمني الله بالعمل، وأنقلبت علي الدنيا فمات الوالد والأخوات مع أزاوجن مغتربات، والدنيا ألهت الجميع ولم أجد يد حانية تمتد إلي، ولم يعد لي أحد فآثرت الاستمرار ورأيت من الفتن ما رأيت، ولكني صبرت وتحملت عسى أن يوفقني الله لزوج صالح، ووجدت الكثير يريد الصداقات المحرمة، وأنا حرة لا أريد إلا الحلال وصبرت سنين وسنين...
ولكن صعب أن تتكالب عليك الدنيا من كل الاتجاهات: الوحدة الإحساس بعدم الأمان عدم الاستقرار العمر الذى يجري، ولا جديد بالحياة ونظرات الناس وطمعهم فيك يريدون أن يجروك إلى المعاصي إلى الآثام رجالا ريثما تقع في المعصية تتبع أهواءهم، والنساء حتى لا تكون أحسن منهن والمتزوجات كذلك إلى أن صادفني رجل ذو نفوذ ومال حاول التقرب مني فصددته وأني ليس لي طريق إلا الحلال فطلبني للزواج ولكن سرا لشهرته، والمشاكل التي سوف تعود عليه إذا علمت زوجته وأنه سوف يؤمن لي حياتي كما أنه ليس لي أحد وفكرت في كلامه وأثر على تفكيري وزيجتي السابقة ، وقارنته بحالي السابق زواج العلن، ماذا أفادني وكذلك حقوقي والورق الرسمي ماذا أفادني فأنا خرجت من زيجتي الأولى صفر اليدين كما أن زوجي الشاب الذي ادعى التدين، وقال الله وقال الرسول... غدر ومكر بي لعلي أجد الحنان والحب لدى هذا الكبير سنا، ولن يطمع في ما يهبه لي لأن لديه الكثير وكان في بداية الأمر يعاملني بسخاء وظننت أن هذا عطاء الله لي بعد المحنة التي ألمت بي لأن هذا الرجل أكرمني، وحنا علي أحببته وصدقته طالبني بأن تكون ورقة الزواج نسخة واحدة، ويحتفظ بها معه، وكان هناك شهود، وأنه يريد أن يضمن أني لن أسيء إليه بيوم من الأيام، وأنا حسنة النية وتعبت من الوحدة فأنا امرأة أشعر بضعفي، أريد من أحتمي به، من يحنو علي ويكون الأمان لي أن أنجب ويكون لي ذرية؟ ما أردت إلا الستر و هو ما وعدني أنه سيعطيني إياه سيعاملني بما يرضى الله صدقته وفوضت أمري إلى الله.
كان زواجي منه سرا ولكن بوجود شهود وإيجاب وقبول، وجدته ليس متزوجا من واحدة فحسب كما قال لي، بل متزوج من كثير بالسر وعلى ذمته، وكلما جلست معه وبحت إليه بما يكنه صدري تجاهه من محبة يقول لا تحبيني، لا نعرف المستقبل بماذا يأتي، ولا تتعلقي بي، وبعدها لم أجد منه نفس السخاء وفي نفس الوقت لا آمن لمستقبلي كما كان يدعي، وعلمت بعد ذلك أنه يسكر وأنه يبيح كل شيء، وكان يظنني أنني سأستجيب لحياة الترف وأصبح سهلة أشرب معه، ويأتيني كيفما شاء لا فرق في القبل أم الدبر وأني مثلي مثل باقي زوجاته بل أشعر أنني كأنه أخذني للمتعة، ويريد تركي وقتما شاء لا يقيده في ذلك شيء وإلا فعلي أن أذهب للبحث عن عمل ويطلقني كان يعدني لما نسافر سيعطيني الشبكة وأنه من العيب أن أتحدث عن مثل هذه الأمور،وأنا كان شغلي الشاغل الستر فرضيت.
فضيلة الشيخ هو من الأثرياء بجد، وكان سخيا وقد تغير، فضيلة الشيخ إنني كما يصفني الجميع على درجة عالية من الجمال والخلق وأعرف الله وأعرف حق زوج، وعلى الرغم من مشاكلي إلا أنني أحب المرح وأكره الحزن ومتعلمة وصغيرة بالعمر ومثقفة وصبورة، ولا ينقصني شيء، تعبت وأحببته أتمنى أن أنام وأقوم ةأجده كما كان من قبل.
ادع الله له أن يكره المعاصي ويهديه طريقه ويهديه إلا أنني أحاول تقويمه باللين لكن كل هذا على أعصابي.
فكرت مرارا أن أتركه فقد أوجعني كثيرا من جفاء معاملته الآن.
وكل طلباتي كانت في أول زواجي وأسمعته إياها مرة واحدة، ووافق عليها، فلما أعتدها عليه وانتظرته أن ينفذها حينما يجد الوقت المناسب لديه لما عنده من مشاغل ومسئوليات، وكانت مأوى يضمنه لي سواء هنا أو في بلادي، ولأني أتعامل معه بما يرضى الله وأحاول إرضاءه وإسعاده، ولكن حينما قال لي أني ليس لي معه مستقبل من دون سبب، وتحجج بمشاكل في عمله، أعلم أنه تهرب سألته كثيرا لقد فقدت ثقتي بنفسي هل رأيت مني ما تكره؟ يجب أن تخبرنى فيجبني لا والله إذا ماذا ؟
لم أطلب منه أكثر من المأوى والأمان وأن يبقى معي، لكن هو يقول لي لا تضعي في رأسك أنك سبتقين عندي.
سيدى الشيخ:
ماذا أفعل هذه أبسط حقوقي أليس من حقي حينما أنام ألا أشعر بالخوف، زوجي يهددني بالطلاق، كيف آكل وأشرب؟ أين أستقر وأنام؟من يعينني على المرض ونوائب الدهر ولا أحد لي؟
هل أصبر لعله يتغير ويهديه ربه؟ هل سيتزوجني غيره لو طلقني وأنا كبيرة في السن؟
إنني أعاني من فقد والدي؟ هو لا يتصل بي، ويزجرني لو اتصلت به.
أنا آثرته على نفسي وهو لا يلتفت إلي.
أنا أدعو الله لكنني لا أستطيع الدعاء عليه.
كلما طالبته ألا يطلب مني الحرام، وألا يعاملني كفتاة ليل، هو يصر على طلب المعاصي.
أقسم عليك يا شيخ أن تعاملني كابنتك في النصيحة.
وشكرا لك.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فسؤالك طويل جدا، فأرجو ألا يكون سؤالك أكثر من 10 أسطر في الأيام القادمة فقط، وإلا فسنعتذر عن الإجابة.
أما عن الجواب عن سؤالك هذا فأوصيك بالتوجه لله تعالى والتضرع إليه في جوف الليل بأن يفرج عنك، وأن يرشدك لصواب أمر، وأن يحسن حالك وحال زوجك، وأن يختار لك الخير، فهو وحده القادر على ذلك، و عليك أن تصبري على ما يكون من زوجك ما دمت قادرة على الصبر دون مطاوعته في شيء من المعاصي، ولتحاولي نصحه باستمرار وتطييب خلقه، وتتحايلي في تغيير طبعه، مع تجنب ما يثير المشاكل قدر الإمكان، واستعمال الحكمة في كل ذلك، فكل شيء ممكن أن يكون بالحكمة والموعظة الحسنة، ولك أن توكلي أهل المكانة والرأي لينصحوه ويعظوه..، ولتجتهدي في تحسين خلقك تجاهه أيضاً، وأكثري من دعاء الله تعالى بإصلاح الأحوال لاسيما في الثلث الأخير من الليل فإنه وقت إجابة، وأسأل الله لكما الحياة السعيدة الرغيدة.
ثم إن يئست بمرور الزمن عن صلاح حاله، فلك طلب الطلاق، وأوصيك بالاستخارة قبل ذلك، وأسأل الله لك التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.