2011-09-22 • فتوى رقم 52238
السلام عليكم
ما هو حكم الزنا عبر الإنترنت أي النظر إلى جسم امرأة غريبة بموافقتها وبموافقتي بغرض التمتع ونزول الشهوة أمام الكمرات، هل هو في حكم الزنا الحقيقي أم لا؟ وما هي عقوبة زنا الإنترنت للمتزوج ولغير المتزوج؟ وما هو حكم الزواج بالإنترنت أي الاتفاق على الزواج بامرأة والتمتع عبر الكمرات بدون الاتصال الجنسي المباشر، وطريقة الزواج هي: زوجتك نفسي وأنا قبلت. هل حلال أم حرام؟
الرجاء الإفادة وشكرا
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فذلك محرم قطعا فقد نهانا الله عن مقدمات الزنا فقال: {وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً }الإسراء32. وقال أيضا: (وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ) [الأنعام:151].
ومن تاب تاب الله تعالى عليه، لكن ينبغي التوبة النصوح التي لا عودة فيها إلى عصيان الله تعالى أو إلى ما لا يرضيه، مع الابتعاد عن كل فتاة أجنبية نهائيا، والتخلص من الجهاز الذي يتم الاتصال به مع تلك الفتاة، ومع التصميم على عدم العود والندم والإكثار من الاستغفار والعمل الصالح، فالتوبة النصوح شرطها التوقف عن فعل الذنب، ثم الندم عليه، ثم التصميم على عدم العود إليه، ويتم تطبيق ذلك عملياً بالبعد عن أسباب المعاصي، ومجاهدة النفس وعدم الاستسلام لها إن أمرت بما لا يحل، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾ [العنكبوت:69]، وقال أيضًا: ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى﴾ [النازعات:40-41]، فراقب الله تعالى واعلم أنه مطلع على جميع حركاتك وسكناتك، وهو محاسبك على ذلك بلا شك، وعليك بالبعد عن رفقة السوء، وصحبة الصالحين وملازمتهم، ثم الانشغال بطاعة الله سبحانه تعالى ومراقبته وكثرة الذكر له، والتذكر الدائم للموت.
ثم إذا كان العبد راضياً عن توبته فذلك إشعار بقبولها عند الله تعالى إن شاء الله تعالى.
وللزواج شروط وأركان، ولا يتم بمجرد القول الذي ذكرت.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.