2011-09-27 • فتوى رقم 52375
السلام عليكم
لقد أذنبت وارتكبت الكبائر ومن أهمها:
1- زنا المحارم حيث زنيت بأختي وبالقوة والضغط
2- أعطيت الرشوة
3- مارست اللواط
4- أقمت زفافا غير إسلامي
5- إلى جانب ذنوب كثيرة
والآن أردت التوبة ولكني أستحي من الله لعظمة الذنوب خاصة زنا المحارم الذي لا أدري كيف أتطهر منه وأريد أن أقيم الحد على نفسي وما هي كفارته؟
أنا في حيرة وكلما صليت أحسست بالاستحياء من الله على الماضي، ماذا أفعل وهل يمكنني أن أتوب وتقبل توبتي حتى لو زنيت بأختي وهل ستسامحني أختي؟
والسلام عليكم
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالزنا من أكبر الكبائر، ومن أعظم المعاصي التي وعد الله تعالى فاعلها بالعقاب العظيم، بل نهانا عن مجرد قربانه فقال: ﴿وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً﴾ [الإسراء:32]، وقال أيضا: ﴿وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ﴾ [الأنعام:151].
وهو مع المحارم إثمه أعظم، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من وقع على ذات محرم فاقتلوه) أخرجه ابن ماجه وأحمد والحاكم.
فأعظم الزنا على الإطلاق زنا المحارم، وهو مع عظم إثمه مناف للطباع السليمة والفطرة المستقيمة.
ومع هذا فكفارة هذه الفاحشة الشنيعة هي التوبة النصوح، مع الندم والإكثار من الاستغفار، مع العزم على عدم العود لذلك في المستقبل.
ومن تاب تاب الله تعالى عليه، لكن ينبغي التوبة النصوح التي لا عودة فيها إلى عصيان الله تعالى أو إلى ما لا يرضيه، قال تعالى: ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ﴾ [الزمر:53-54].
فقد وقعت في كبائر الذنوب، وعليك فورا أن تندم ندما طويلا، وتستغفر استغفارا كثيرا، وتبكي بكاء عظيما على معاصيك وسالف أمرك، وتعاهد الله تعالى على التوبة الصادقة وترك المعاصي، وتبتعد عن المحرمات وأسبابها، وتقطع كل صلة لك بكل امرأة لا تحل لك، وتكثر من فعل الصالحات، فإن فعلت ذلك فإن الله تعالى عفو كريم لا يغلق بابه في وجه من رجع إليه، قال الله تعالى: ((قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)) [الزمر: 53].
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.