2011-10-08 • فتوى رقم 52688
السلام عليكم فضيلة الشيخ
سؤالي اليوم هو كالتالي:
أنا فتاة أبلغ من العمر 38 سنة, تعرفت على رجل يبلغ من العمر 49 سنة بقصد الزواج, تعرفت على بعض أفراد أسرته لمدة شهر. المشكل أن هذا الرجل لا يشتغل وأقنعني أهله بأنهم سوف يساعدونه ماديا كي يحصل على محل ويتاجر فيه. هذا الرجل تعلق بي كثيرا ويقول بأنه لا يستطيع العيش من دوني وإن حصل ولم نتزوج لن يتزوج بعد ذلك أبدا. هو الآن يطالبني بالصبر إلى حين يتيسر أمره, وأنا تعبت من الانتظار وفوق هذا أخشى أن يتقدم لي شخص جاهز فيوافق عليه أهلي حينئذ سوف أشعر بالحزن لأني أخاف أن أكون سببا في تعاسة هذا الرجل!
مع العلم بأنني أداوم على صلاة الاستخارة.
لنفرض أني قلت للرجل بأني لا يمكنني الانتظار وأني لا أريد الزواج منه, وتسببت في حزن وألمه, هل هذا الفعل سيئ؟ هل سيعاقبني الله؟
أرجوك شيخنا الفاضل أرحني
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فكيف تعلق بك لولا تجاوزكما حدود الله تعالى؟!
وعليك بصلاة الاستخارة فبها يوجهك الله تعالى إلى ما فيه الخير إن شاء الله تعالى، فهو وحده علام الغيوب، وصلاة الاستخارة تكون بصلاة ركعتين لله تعالى نفلاً في وقت تكون فيه نفس المصلي مطمئنة ومرتاحة، ويحسن أن تكون بعد صلاة العشاء، وفي غرفة هادئة، فيصلي المستخير لله تعالى في أمر مباح ركعتين، ثم يجلس بعدهما متجها للقبلة ويدعو الله تعالى بدعاء الاستخارة المأثور، (اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر .... خير لي في ديني ومعاشي وعاقبةِ أمري فاقدره لي ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر ... شر لي في ديني ومعاشي وعاقبةِ أمري فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم رضني به)، ثم يسمي حاجته، ثم يغمض عينيه ويتفكر في قضيته التي يريد الاستخارة فيها، فإن انشرح قلبه لها مضى فيها، وإلا أعرض عنها، فإذا لم يحس بشيء يصلي لله تعالى ركعتين مرة ثانية، ثم يدعو الله تعالى مثل الأولى، ويتفكر أيضا ، فإذا لم يتضح له شيء يعيد الصلاة والدعاء والتفكر إلى سبع مرات، ثم ينام ويترك أمره لله تعالى، وهو سوف يوفقه إلى ما فيه الخير من حيث لا يدري إن شاء الله تعالى. وليس هنالك سور محددة لصلاة الاستخارة، وإذا قرأ المستخير في الركعة الأولى (قل يا أيها الكافرون)، وفي الثانية (قل هو الله أحد)، كان حسناً.
وأسأل الله أن يرشدك لصواب أمرك، وأن يسدد رأيك.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.