2011-10-09 • فتوى رقم 52717
أنا شاب أقطن بالجزائر، قمت مند 3 سنوات بمشروع لفتح مطعم عن طريق مشروع دعم الدولة للشباب الغير العامل، لكن بنسبة معينة يقدمها البنك 75 بالمائة لترميم المحل وشراء الآلات، في حينها طلبت من إمام يعمل في وزارة الشؤون الدينية بيان حكم الاستفادة من قرض بنكي حتي يتسنى لي العمل، وأشتري منزلا وأتزوج، على كل حال أبسط الأمور التي يمكن أن يطمح إليها شاب وهو تكوين أسرة، قام الإمام المفتي الذي يعمل لدى وزارة الشؤون الدينية بإيجاز القرض ويعلم الله أنه لو لم يفعل لما خضت في هذه التجربة.
اقترضت المال بأقل تكلفة ممكنة، لأنني لم أكن أريد أن أغرق في الدين، ولكن بعد انطلاق المشروع وكانت الأمور تمشي على أكثر ما يرام، دخلت لأقوم بعملية جراحية وفي غيابي حصل تسمم غدائي دخل فيه قرابة 25 شخص إلى المستشفي من بينهم 3 أطفال، الحمد لله خرج كل منهم بعافية ولم يقم أحدهم بمتابعتي قضائياً، وصراحة بعدها لم أستطع العودة للعمل في المطعم رغم أن الدين على رقبتي، حيت أن أبي طلب مني أن أستأجر المحل وأقوم بدفع أقساط البنك لكن رغم ذلك فلن يكفي لدفع كل المبلغ.
أريد أن أضيف أيضا أن في الدعم التي تقوم بها الدولة، هناك صندوق خاص يقوم بدفع 75 بالمائة من القرض للبنك في حالة الإفلاس، وأنا حقا أفلست، فسؤالي هو: هل يمكنني الاستفادة من المساعدة وأقوم بدفع الأقساط المتبقية أم أقوم بالتفاهم مع البنك وأقوم بدفع أقساط على حساب دخلي الشهري؟
كما أريد أن أعرف هل يستلزم لي في كلتا الحالتين أن أدفع الفائدة للبنك لكي أتخلص من الربا؟ حيت أنني اقترضت 105000 دينار جزائري وعلي أن أدفع 126000 دينار جزائري، هل أرد المبلغ الأول أم الثاني أم أستفيد من مساعدة الدولة في حالة الإفلاس؟
أرجو منكم أن تأخذ بعين الاعتبار أنني استشرت إماما مفتيا، وإن لم يفعل لما دخلت في المشروع، كما أنني أنوي أن أتوكل على الله وأتزوج، حتي يبارك الله لي وأتقرب منه، لا أريد أن تتبعني أموال الربا إلى قبري لأنني اتعظت بما جري لي، وأنا أستغفر الله كل يوم في صلاتي.
جزاكم الله ألف خير
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا يجوز أخذ قرض بفائدة للنهي عن ذلك بقوله تعالى: ﴿وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا﴾ [البقرة:275]، والربا من أشد المحرمات عند الله تعالى، وقد أعلن الله الحرب على آكلها، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ...﴾ [البقرة:278_279]، ولا يباح الربا إلا لضرورة، وهي خشية الهلاك بدونه، وعدم وجود طريق آخر لدفع الهلاك.
وعلى المتورط في ذلك أن يسارع إلى سداد القرض الربوي كله، ويبذل في ذلك كل وسعه، ولو ببيع شيء مما يملكه، مع التوبة النصوح والاستغفار، والعزم على عدم العود لذلك في المستقبل، والتوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: ﴿إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً﴾ [الفرقان:70].
ولك أن تستفيد من إعانة الإفلاس إذا لم تكن دينا عليك بالفائدة، وعليك التوبة من الربا وعدم العود لذلك في المستقبل.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.