2011-10-11 • فتوى رقم 52723
يمتلك والدي مبلغا من المال لشراء شقة لي ولكن والدي يضع المبلغ في بنك ربوي، وأنا متردد في شراء الشقة من المبلغ المودع في البنك فالرجاء الإفادة عن شراء الشقة أم عدم شرائها وهل يجوز تطهير هذا المبلغ بالصدقات لشراء شقة العمر؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالإيداع في البنوك الربوية للاستثمار وأخذ الفوائد محرم؛ لأنه ربا، والربا من أشد المحرمات شرعا، فهو من كبائر الذنوب، وقد أعلن الله الحرب على آكلها، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ...﴾ [البقرة:278_279]،
فعلى من اقترف هذا الذنب أولاً أن يبادر إلى سحب ماله من البنك الربوي وعدم استثماره بالربا، وأن يتخلص من هذه الفائدة الربوية بدفعها إلى الفقراء والمساكين لا طمعاً في الأجر والمثوبة؛ لأن الله تعالى لا يقبل إلا طيباً، ولكن كفارة عن الخطأ الذي وقع فيه، وتخلصاً من المال الحرام، والفقراء يأخذونها حلالاً إن شاء الله تعالى، لأن الحرام لا يتعدى الذمتين.
ولك بعد ذلك أن تشتري الشقة برأس المال، أما حفظ المال في النبك الربوي لا استثماره بالربا فإذا لم يوجد مكان مباح غير هذا البنك الربوي لحفظ المال، فيجوز وضعه فيه للحفظ بدون فوائد، على أن تسترده منه في أقرب وقت تجد فيه مكانا آخر إسلامياً لحفظه فيه.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.