2011-10-11 • فتوى رقم 52724
السلام عليكم
أنا مهندس وكنت أعمل مقاولا في مجال الإنشاءات مثلا إنشاء المدارس وكنت أدخل المناقصات وبعد رسوّ العملية علي وكتابة العقد بيني وبين الجهة المالكة كنت أذهب بالعقد للبنك للتنازل عليه للبنك، وكان البنك يقوم بعمل عقد آخر بيني وبينه بخصوص هذه العملية ويقوم البنك بمخاطبة الجهة المالكة لتوافق على التنازل وأن تقوم باستخراج الشيكات الخاصة بهذه العملية باسم البنك، وبعد موافقة الجهة المالكة على التنازل يقوم البنك بإعطائي جزء مهندس من قيمة العملية حسب قيمة ائتماني في البنك، فمثلا لو كانت قيمة العملية مليون جنيه يقوم البنك بإعطائي ربع مليون جنيه مثلا فأقوم بأخذها والصرف على عملية الإنشاء من شراء حديد وإسمنت وخلافه، وبعد تقدم العمل وعمل المستخلص الأول ومراجعته من الجهة المالكة تقوم الجهة المالكة بإصدار الشيك باسم البنك فيقوم البنك بتحصيله وأخذ جزء منه لسداد الربع مليون جنيه بالفوائد على الربع مليون جنيه وإعطائي باقي مبلغ الشيك وهكذا كل مستخلص حتى يتم سداد المبلغ المأخوذ من البنك، وبعد سداده وعمل مستخلصات وصرف شيكات يقوم البنك بإعطائي قيمة كل المستخلص ولا يأخذ منه شيئا إلا عمولة تحصيل الشيك وهي نسبة صغيرة لا تتعدى 1% . فهل هذا العمل مع البنك حرام وأن المال المتبقى بعد تنفيذ العملية وسداد البنك حلال؟ وأن ما أشتريه به من منزل وخلافه حلال؟
ملحوظة: لقد تركت هذا العمل خشية شبه الحرام وصرت أعمل مهندسا مع مقاول يعمل هذه العملية مع البنك، فهل عملي معه حرام؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فكل إعانة على الربا أو مساعدة فيه لا تجوز فقد أحسنت بتركك ذلك العمل، وأرجو ألا تعمل مع من يعمل بهذه الطريق لأن في ذلك شبهة، قال تعالى : (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) [الطلاق : 3]، ومن ترك شيئاً لله عوضه الله تعالى خيراً منه.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.