2011-10-17 • فتوى رقم 52909
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيدي لقد أخذت قرضا من التمويل الإسلامي وكنت قادرا على الوفاء ولكن وبعد اندلاع الثورة في ليبيا انقطع راتبي ولم أعد قادرا على الوفاء بالتزاماتي المالية ولم أستطع الحصول على عمل، ويرفض البنك أن يسهل علي الأقساط أو أن يؤجلها لفترة فقمت بعرض بيتي للبيع ولكن السعر الذي يدفع لي لا يعادل نصف قيمته الحقيقية والآن هل يجوز لي أخذ قرض من البنك العادي ( بالفائدة ) لأسدد بعضا من الأقساط حتى يفرجها علي الله أم ماذا تنصحني؟
جزاكم الله خيرا علما أنني لم أدع مجالا لأستقرض منه إلا فعلته وأنتم تعرفون أوضاع الناس أعانهم الله؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا يجوز لك ذلك بفائدة للنهي عن ذلك بقوله تعالى: ﴿وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا﴾ [البقرة:275]، والربا من أشد المحرمات عند الله تعالى، وقد أعلن الله الحرب على آكلها، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ...﴾ [البقرة:278_279]، ولا يباح الربا إلا لضرورة، وهي خشية الهلاك بدونه، وعدم وجود طريق آخر لدفع الهلاك، وما ذكرت ليس منه.
فلتتقي الله تعالى، ولتبحث بجدية عن طريق آخر آمن، مع دعاء الله تعالى بالتوفيق، وقال تعالى : (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) [الطلاق : 3].
ومن ترك شيئاً لله عوضه الله تعالى خيراً منه.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.