2011-10-24 • فتوى رقم 53151
السلام عليكم
أمي عمرها 75 سنة وأنا عمري 33 سنة ولم أتزوج حتى الآن أعيش معهم وحدي وأخواتي كلهم تزوجوا. فأنا قائمة بخدمتها وأحيانا أقصر قليلا وهي سريعة الغضب ولو قصرت في أي شيء تعمل منه مشكلة كبيرة وتدعو علي كثيرا جدا وتقول لي كلاما مستفزا، بصراحة كنت سابقا أرد لكن منذ سنين وأنا أسمعها ولا أرد عليها وتقول الذي تريده من دعاء علي وشتائم مع أن المشاكل تكون على أتفه الأسباب، والكلام هذا منذ سنين وهذه طريقتها من زمان ولكنها بعد أن تهدأ تستغفر ربنا وتتضايق من نفسها وتحس بالذنب. سؤالي هو: هل دعواتها علي عند غضبها مقبولة رغم حكم أخواتي ومن يتدخل أن أمي سريعة الغضب جدا والموضوع لا يستأهل؟ وهل ممكن تأخيري في الزواج يكون بسبب دعائها علي؟ والله أنا أجتهد في إرضائها لكن ضغوط الحياة والشغل والاهتمامات تجعلني مقصرة قليلا وهي لا عمل لها طول الوقت ولا تصدق أن تراني حتى تنهال علي بالطلبات.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلك الأجر العظيم في برها والإحسان إليها، والواجب على الأولاد بر والدتهم والإحسان إليها وطاعتها، وعدم عقوقها أو معاملتها بالغلظة والشدة، قال الله تعالى: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا﴾ [الإسراء:23].
وقد حذر الشارع من عقوق الوالدين، وبين أن دعوتهم على أولادهم مستجابة، لذلك نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو الوالدان على ولدهما إلا بخير، فقال صلى الله عليه وسلم: (لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم) أخرجه مسلم.
لكن دعاء الوالدين على أولادهم أو غضبهم عليهم بغير حق لا يجوز، والدعاء بغير حق لا يستجيب الله له إن شاء الله تعالى كما في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم) أخرجه مسلم.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.